أثار إعلان السلطات الجزائرية استعداد وزارة الداخلية للإشراف علي الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل المقبل حالة من الغضب في الشارع الجزائري الذي لم يكد يفيق من صدمة ترشح عجوز الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة البالغ من العمر 76 عاما لفترة رئاسية رابعة بعد تعديله لبنود الدستور ، ورغم خروج المسيرات الغاضبة الي الشوارع رفضا لترشح بوتفليقة الذي استمر في الحكم طوال 14 عاما انتشرت فيهم فضائح الفساد التي طالت كبار حاشيته، إلا أنه تجاهل كل ذلك متحديا شعبه متشبثا بالكرسي حتي النفس الأخير وهو ما ينذر بإن رياح الربيع العربي بات علي مقربة من أبواب الجزائر. وقالت صحيفة "اوبن ديموقراسي" الأمريكية أن الشعب اعتقد ان الرئيس العجوز سيبتعد عن المشهد السياسي عقب إصابته بسكته دماغية ارقدته في الفراش لإسابيع طويلة الا انه فرض نفسه علي الانتخابات الرئاسية من جديد والتي يؤكد الملايين من الجزائريين انه سيفوز فيها باكتساح لأنه سيكون الخصم والحكم فيها خاصة وأن الداخلية الجهاز الوحيد الذي سيشرف عليها. وتساءل المحللون كيف يجرؤ بوتفليقة علي الدخول في سباق الرئاسة وهو يعلم جيدا انه مرفوض شعبيا، وكيف سيدير شئون البلاد وهو يعجز عن حضور اي احتفالات او مناسبات عامة لمرضه الشديد، وهل ينوي إدارة البلاد بالوكالة؟!. وأكد المحللون أن مخاوف المعارضة من نزاهة الانتخابات الرئاسية التي لم يبق علي موعدها المقرر سوي نصف العام تزداد يوما بعد يوم بعد تأييد ثاني أكبر حزب في الجزائر لترشيح بوتفليقة الذي لم يكلف نفسه ويخرج ليطمئن الجزائريين بأنه سيجري أي إصلاحات خلال تلك الولاية، بل تحدث بنبرة متحدية بات فيها متيقنا من انه الفائز في تلك الانتخابات، مؤكدين أنه طالما يستخدم الجزائريين عبارة الحزب الحاكم ستظل تلك البلد خاضعة لتلك الأقلية المستبدة التي تناست حقوق الشعب متكالبة علي كرسي الحكم. وأضافت الصحيفة ان عجوز الجزائر استغل ملف الصحراء كورقة للتحريض علي المغرب لكسب معركته الانتخابية، مشيرة إلي أن خطاب العجوز في المؤتمر الإفريقي للتضامن مع القضية الصحراوية والذي كشف بوضوح استمرار سياسته العدائية تجاه المملكة بشأن ملف النزاع حول الصحراء المغربية من خلال تحريضه علي المغرب واعلان دعم بلاده لجبهة "البوليساريو" وهو ما اساء لصورة الجزائر التي حرص مسؤليها طوال الفترة الماضية علي تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين الا ان موقف بوتفليقة يفضح مكر هؤلاء الساسة المضللين. واكد المحللون ان خطاب بوتفليقة الاستفزازي اراد به ان ينال من وحدة التراب المغربي اذ انه يسعي الي حشد حكومات الاتحاد الإفريقي ضد المغرب، وهو ما يقضي علي أي فرص لتطبيع العلاقات بين البلدين، ويفضح الاستراتيجية الجزائرية تجاه قضية الصحراء والتي ظلت الجزائر تؤكد انها ليس لها أي علاقة بها. رابط دائم :