في الوقت الذي تخوض فيه شعوب المنطقة العربية حالة حرب مع الأنظمة الحاكمة لإرساء الديمقراطيات والحريات في مجتمعاتهم, لايزال النظام الحاكم في الجزائر يتجاهل تلك التطورات والتقلبات التي أسقطت أنظمة وجاءت بأخري, بل يسعي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة البالغ من العمر76 عاما والذي لايزال يتعافي من آثار جلطة دماغية أرقدته في مستشفي بباريس لفترة طويلة, إلي خوض السباق الرئاسي والفوز بولاية رابعة. وأكدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن التغييرات الكبيرة التي أجراها الرئيس خلال الأيام الماضية في هرم الجيش والحكومة والتي أزاح بها جميع خصومه في الحكومة وفي المخابرات أيضا تؤكد عزمه علي البقاء في الحكم لفترة أطول, إذ أنه نجح في أقل من7 أيام في تغيير المعادلة لصالحه بشكل آثار استفزاز وضغينة جميع القوي الموجودة علي الساحة السياسية إذ أنه وجه لطمة كبيرة الي خصومه السياسيين الذين سعوا إلي الإطاحة به طوال الفترة الماضية من خلال استغلال مرضه في أثارة الرأي العام الذي طالب بتقاعد بوتفليقة لعجزه عن إدارة شئون البلاد خاصة وأنها تمر بمرحلة حرجة للغاية في ظل الشلل الاقتصادي الذي تعانيه أو الجمود السياسي الذي أصبحت عليه طوال السنوات الماضية. وأشارت الصحيفة إلي أن صمت بوتفليقة طوال الأشهر الماضية وعدم إبداء رأيه في مسألة خوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل2014 أعطي دفعة قوية لخصومة إلا أن خروجه بتغييرات كارثية في هذا الأسبوع الأسود في تاريخ الجزائر سبب صدمة كبيرة لخصومه وللشارع أيضا الذي يشعر بحالة من التشاؤم خوفا من فوز بوتفليقة في الانتخابات المقبلة وهو ما يعني بدوره المزيد من المشكلات الاقتصادية وقضايا الفساد التي طالت الكثير من حاشيته. ويري المحللون أن التغييرات التي عين خلالها بوتفليقة حلفاءه والمقربين له في المناصب الوزارية المهمة وتطهيره لجهاز المخابرات ينذر بمستقبل قاتم للبلاد التي دخلت في حرب سياسية بين معسكر بوتفليقة وبين ومعسكر الجيش الذي سعي الرئيس طوال السنوات الماضية لإضعافه لما يمثله من تهديدات علي منصبه كرئيس,مؤكدين أن تلك التغييرات سببت هزة قوية داخل الجيش الجزائري الذي قلص الرئيس من صلاحياته بشكل كبير أملا في البقاء في كرسي الحكم لفترة رابعة. رابط دائم :