تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمصر اليوم في وقت يسود فيه التوتر الشديد العلاقات بين القاهرةوواشنطن بعد ما علقت مجموعة من الممارسات والضغوط الأمريكية للتدخل في الشأن المصري منذ30 يونيو الماضي. والتي رفضتها الحكومة المصرية بشكل حاسم لن تستغرق زيارة كيري أكثر من ساعات قليلة ضمن جولة له تشمل دولا أخري في الشرق الأوسط يبدأها بزيارة مصر وتستمر حتي11 نوفمبر الجاري. ووفقا لمجلة تايم الأمريكية فإن كيري أعلن مسبقا رغبته في الاجتماع مع ممثلي المجتمع المدني المصري وهذا ما يثير شكوك في مغزي الزيارة وأنه لا زالت واشنطن تسعي للتدخل في المشهد السياسي بمصر واللافت للنظر أن الزيارة تأتي قبل يوم واحد من محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي غدا الأثنين والتي سيتخذها أنصاره من الإخوان المسلمين كنقطة اشتعال أحداث العنف التي ينظموها منذ فقدهم للسلطة. وأوضحت المجلة أن العلاقات بين واشنطنوالقاهرة التي تعد الحليف الاستراتيجي لها في الشرق الأوسط تدهورت منذ عزل الإخوان من سلطة البلاد وقالت المجلة أن زيارة كيري لمصر هي الزيارة الأولي منذ سقوط نظام الإخوان المدعوم من قبل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضمان هيمنة الولاياتالمتحدة علي مصر وبقية دول الشرق الأوسط مما أدي إلي ضعف نفوذها بشكل لم يسبق له مثيل منذ50 عاما مشيرة إلي أن هذا النفور سيجعل من الصعوبة بالنسبة لواشنطن أن تضغط بشأن محاكمة مرسي حيث تتزامن زيارة كيري مع هذا الحدث وفي نفس الوقت فإن أوباما يريد الحفاظ علي العلاقة مع أكبر دولة عربية نفوذا والتي تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل وتسيطر علي قناة السويس أقصر ممر مائي يربط أوروبا وآسيا. ومن جانبها رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن إدارة أوباما سبق وأن مارست الكثير من الضغوط علي الحكومة المصرية مرارا وتكرارا للإفراج عن رموز من جماعة الإخوان ولم تمتثل الإرادة المصرية للتبعية الأمريكية يثير شكوك في زيارة كيري في هذا التوقيت بالذات حسبما تقول الصحيفة وأن الجماعة أعلنت حشدها لاحتجاجات غدا وأوضحت الصحيفة خط سير حملة كيري في الشرق الاوسط غير معلن واضافت انه يعمل ايضا علي رأب الصدع في العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي تدعم الحكومة يالمصرية الجديدة وتعارض بشدة التوجهات الأمريكية تجاه الإخوان وربما تكون زيارة كيري لرأب الصدع مع مصر بالمثل وتتركز زيارته في اللقاء بالرئيس المؤقت ووزير الخارجية لمناقشة المساعدات والعلاقات الثنائية وفي سياق متصل رأي موقع الديلي بيست شريك مجلة نيوزويك الشهيرة أن لقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع أوباما في البيت الأبيض أمس الأول أشارة علي بدء تذويب واشنطن للجليد في العلاقات المتوترة مع الدول بالشرق الأوسط والتركيز علي القضاء علي البؤر الإرهابية وتنظيم القاعدة وهو نفس الهدف الذي يسعي إليه الجيش المصري جاهدا لاحتواء العناصر الجهادية المتزايدة وخاصة في سيناء وربما تعمل واشنطن علي رأب الصدع مع الجيش من خلال ذلك الهدف كما فعلت مع المالكي ووفقا للموقع فإن الزيارة أيضا تتزامن مع دعم الكونجرس الأمريكي للحكومة المصرية بعد جلسته الثلاثاء الماضي حيث ينفي مسئولون أمريكيون رغبتهم في تدهور العلاقات مع مصر أكثر من ذلك إذ أن ذلك من شأنه ضاعف التأثير الأمريكي في عدة قضايا بالشرق الأوسط منها إحياء محادثات السلام الإسرائيلي الفلسطيني والأزمة السورية والعلاقات مع الخليج وأشار الموقع أن من بين قائمة أولويات كيري في زيارته لمصر هو التباحث مع قادة الجيش المصري بشأن التهديد الذي يشكله التمرد الجهادي المتنامي الذي ينتشر في سيناء تتشابك المصالح الامريكية المصرية التعاون في مكافحة الإرهاب حيث يقول أندرو ماكجريجور المحلل السياسي في مؤسسة جيمس تاون بواشنطن أن تنامي العناصر الجهادية بسيناء تمثل أكبر تحدي للجيش المصري في المنطقة منذ حرب عام1973 حيث تدفق حوالي1200 عنصر من العناصر الجهادية بعد حصولهم علي الإفراج من السجن من قبل الرئيس المعزول المنتمي للإخوان وهروب مجموعة أخري منهم في المنطقة غير الخاضعة للرقابة الأمنية في سيناء خاصة بعد انهيار أجهزة الأمن في العديد من دول الربيع العربي ووفقا للموقع فإنه سواء استخدم كيري ورقة مكافحة الإرهاب لتلطيف العلاقات المتوترة بين الولاياتالمتحدة ومصر غير ان لايزال هناك شك في إحياء تلك العلاقات خاصة بعد تجاهل الحكومة المصرية الضغوط الأمريكية وإقصاء حليف عمره35 عاما والبحث عن بدائل حيث يري جوشوا هابر المحلل السياسي في مؤسسة نيو أمريكا أن قادة مصر أصبحوا أكثر قدرة وقوة لقول لا في وجه الولاياتالمتحدة ولم يعودوا ينتظروا من واشنطن أن تملي عليهم المسار المستقبلي لعلاقاتهما الثنائية فقد رفعت القاهرة دعوي طلاق ضد واشنطن علي حد قوله. رابط دائم :