لم يدع التنظيم الإخواني جريمة تمس بالوطن إلا اقترفها بدم بارد, من الهجوم علي مبني المخابرات الحربية بالإسماعيلية, والسعي إلي تعطيل الدراسة بالجامعات, وكذلك استهداف إخوتنا الأقباط عبر العملية الإجرامية التي طالت كنيسة السيدة العذراء بالوراق, والمسيرات الدامية التي تنظم تحت لافتة مخادعة تسمي مظاهرات سلمية وما هي بسلمية, ولا يزال التنظيم يراهن علي سيناريوهات خاسرة مثل نشر الفوضي يوم4 نوفمبر المقبل موعد بدء أولي جلسات محاكمة الرئيس المعزول, وبلغت الوقاحة بالتنظيم المخادع إلي حد نشر إعلانات مضللة في عدد من الصحف الأجنبية تحرض علي الدولة المصرية وتصور ثورة30 يونيو التي اقتلعت نظاما وحلفاءهم أبدا كأسلوب لتداول السلطة سلميا, بل كمعبر للوثوب إلي السلطة وبعدها فلتذهب الديمقراطية إلي الجحيم بدليل تجاهل مرسي وإخوانه لمطالبات ملايين المصريين الذين خرجوا علي حكم المرشد في30 يونيو, ورفضهم الاحتكام إلي الآليات الديمقراطية وبينها الاستفتاء علي بقاء الرئيس أو الدعوة إلي إجراء انتخابات مبكرة وإحقاقا للحق لم يثبت الإخوان علي مدي عامهم اليتيم في الحكم أية علامة علي أنهم ديمقراطيون من أي باب, فالمغالبة دينهم وديدنهم والولاء للأهل والعشيرة مسألة مفروغ منها, ومكتب الإرشاد هو الحاكم بأمره, ومرسي مجرد مندوب للتنظيم في قصر الاتحادية, ولم شمل الوطن لم يكن مطروحا علي أجندة التظنيم, والتوافق علي الدستور ليس هدفا, والوفاء بوعود فيرومونت توارت, ورسالة الاستقالات الجماعية للمساعدين والمستشارين لم يقرءها أحد ولم يعها رجل القصر المعزول وعندما وقعت الواقعة في30 يونيو كان مطلوبا من الجيش والشرطة أن يقمعوا المعارضين إرضاء للتنظيم الدولي وتمكينا لهم من حكم مصر, وهو ما رفضته قيادات الجيش الوطني التي سبق لها أن انحازت إلي الشعب في ثورة25 يناير, ونزلت علي إرادته بل ورفعته إلي مصاف القائد الأعلي لقد خدعنا الإخوان كثيرا عبر تقديم أنفسهم كتنظيم يمثل الإسلام المعتدل الذي يرفض العنف, وهو الأمر الذي ثبت أنه مجرد كذبة في طابور الأكاذيب الطويل للجماعة التي لم تحمل لنا سوي الكذب والخراب لمصر, بدليل فشله في فعل شيء للمصريين طوال عام من حكم مرسي المشئوم, وبدليل تورطهم في الحرب المعلنة علي الجيش والشرطة في سيناء والتي امتدت إلي كل ربوع الوطن, انتقاما من فض اعتصامي رابعة والنهضة غير السلميين. ويأتي حادث الهجوم الإجرامي علي كنيسة العذراء بالوراق ليدلل علي خسة وحقارة منفذيه, إذ اغتالت رصاصات الغدر في ثوان أربعة اشخاص وأصابت16 من المدعوين لحفل زفاف, ولم يفرق رصاص الجناة بين مسليم ومسيحي, مما يعني أن الهدف هو النيل من أمن الوطن واستقراره, بكل من فيه, عقابا وانتقاما من عزل مرسي, والواقع أن إخواننا الأقباط دفعوا ولا يزالون ثمنا غاليا من دمائهم وكنائسهم منذ ثورة30 يونيو, عقابا لهم علي مشاركة رأس الكنيسة البابا تواضروس في وضع خارطة المستقبل, غير أنهم قابلوا هذه الجرائم بأقصي درجات الوطنية وضبط النفس ولم ينساقوا وراء الرد لتحويل الصراع علي السلطة إلي صراع طائفي بغيض. وإذا كان بين الضحايا الأبرياء طفلتان في عمر الزهور هما مريم6 سنوات, ومريم12 سنة التي استقبلت12 طلقة من المجرم, فلنا أن نتساءل هل قتل البراءة هو الطريق لعودة المعزول وماذا يقول الجاني لربه عندما تسأله الضحيتان: بأي ذنب قتلنا؟ إن الإسلام الحقيقي لا يعرف لغة الدم ولم ينتشر بحد السيف كما يزعم أعداؤه, لكنه انتشر بالأخلاق الحميدة والمثل العليا والمعاملة الحسنة, وهو مالا يعرفه الإخوان ولا من تحالف معهم علي خراب مصر, لكن هيهات هيهات. انتقام الإخوان باستهدف تعطيل الدراسة في الجامعات, وخصوصا جامعة الأزهر التي يحملون عداء خاصا للإمام الأكبر د. أحمد الطيب علي مواقفه الوطنية ودعمه لخارطة الطريق, لهذا وجدنا طلاب التنظيم يمارسون كل أشكال البلطجة والعربدة في رحاب الجامعة العريقة, ويحاصرون مكاتب المسئولين, ويتطاولون بالشتائم والإهانات علي الأساتذة في إهدار لكل معاني العلم والأخلاق التي كان من المفترض أن يتحلي بها تنظيم ينسب نفسه زورا وبهتانا للدين الذي يقول نبيه الكريم: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق, فإذا بهم يستبيحون قدسية الجامعات والمعاهد والمدارس التي أري أنها لا تقل عن قدسية دور العبادة بصورة بربرية تخاصم المدنية والحضارة, في تطبيق خاطئ لسياسة عض الأصابع أملا في لي ذراع الدولة والبحث عن صفقة لإنقاذ التنظيم من الحل. هذا الإجرام الممنهج المتجدد ينبغي ألا يغيب ن جماعة المنتقدين لقانون التظاهر الذي تعده الحكومة لمجابهة إرهاب الإخوان, ولا يصح أن نتغزل في التظاهر السلمي وكيف أنه أهم الحقوق المكتسبة من ثورة25 يناير, ونتعامي عن مروق الإخوان وكفرهم بالوطن, واستقوائهم بالخارج وممارسة كل أشكال التحريض في الداخل والخارج, وهو ما يتعين أن نواجهه بمنتهي الشدة والحسم, إننا نعيش ظرفا استثنائيا والأمن القومي لمصر علي المحك ويواجه مؤامرات تستهدف النيل من التراب الوطني ووحدته, وهو ما يجب أن نفشله, ويفرض علي كل من يبادر بانتقاد الحكومة ويصفها بحكومة اليد المرتعشة أن يراجع نفسه ويوازن بين تبعات وأعباء المنصب والموازنات والمواءمات التي تفرضها اعتبارات الموقف الداخلي والخارجي والا يكرر أخطاء الإخوان عندما دغدغوا مشاعرنا في المعارضة وخذلونا في الحكم ويستبيحون دماءنا بعد عزل مرسي. حكومة الببلاوي ليست ذات أيد مرتعشة ولو صح ذلك لما قررت فض اعتصامي رابعة والنهضة حتي الآن ولكنا أمام واقع كارثي يمهد لتقسيم الوطن, وبلورة مصرين, واحدة لثوار30 يونيو والأخري للتنظيم الدولي ومن شايعه. وما أسهل توجيه سهام النقد صوب الحكومة, لكن الأمانة والانصاف تقتضي تقدير حجم التركة التي ورثتها, والضغوط التي تواجهها, والتأكيد علي أن ذلك لم يفت في عضدها ولم يجعلها تنحرف عن بوصلة خارطة الطريق, وأطالب بمنحها الفرصة كاملة قبل انتقادها وتقطيع وزرائها, لسبب بسيط أننا لا نملك ترف فشل هذه الحكومة التي تضم كفاءات وطنية تجعلها الأفضل منذ ثورة25 يناير. وأغلب الظن أن تنظيم الإخوان الذي يرقص رقصته الأخيرة لن ينجح في مسعاه لكسر إرادة المصريين ولن يتمكن من إفساد محاكمة مرسي مثلما فشل من قبل في التحصن برابعة والنهضة ودلجا وكرداسة, والشاهد علي ذلك انفضاض الناس من حوله وتراج عدد المشاركين في مسيرات العبث التي باتت روتينا مملا كل جمعة وأقصي ما يستطيعه التظاهر في الجامعات بعد افتضاح أمره لدي الغالبية العظمي من الشعب واستهدافه من السائقين والباعة الجائلين والمواطنين الشرفاء الذين يثورون من تلقاء أنفسهم رفضا لإهانة الجيش وقادته وهي البضاعة التي يتقوقع حولها التنظيم الإخواني ولا تجد من يقبل عليها. رابط دائم :