* الحرية لا تعني الفوضي.. ولا تعني أن تكسب أنت علي حساب سرقة أو أذي الآخرين.. وإنتاج سلعة مغشوشة لكي تكسب أكثر مسألة تخضع للعقاب بالقانون.. وإنتاج فيلم سينمائي به كل أنواع الإسفاف.. والابتذال هو أيضا سلعة المفروض أن يعاقب عليها القانون.. فهي سلعة الهدف منها الكسب.. وتعرض تحت مسمي راق هو الفن, ثم إنها تروج للملايين سواء في دور السينما أو علي شاشات التليفزيون, وما رأيناه من أفلام العيد هو إسفاف في إسفاف, بل يكاد يقترب من أشكال الدعارة.. سواء لفظيا أو جسديا, وهو بجميع الاحتمالات ليس فنا.. فالفن هو هدفه السمو بالذوق والأخلاق, ووسيلته الرؤية الجمالية, وما نراه من أفلام ليس به ذوق أو أخلاق أو جمال.. لكنه عرض في سوق رديئة لجمهور رديء أو ساذج أو مضحوك عليه, فلا أعتقد أن أحدا من الناس المحترمين يذهب للسينما للفرجة علي أمثال تلك الأفلام التي تحمل القبح للعين وللوجدان, بداية من اسمها وعنوانها, وحتي كلمة النهاية. ولأن جمهور السينما كما درسنا في المعاهد الفنية وكما هو معروف معظمه, بل كله من الشباب.. تصبح المسألة أخطر, فالشباب طاقة يجب أن يتخذ لنفسه مثلا أعلي أو أوطي, ولذلك يأتون له بشاب يحملونه كل أنواع الانفلات, ابتداء من السب وغناء الكلمات البذيئة, حتي القتل بالسنجة والسيف والمسدس, حتي أصبح منظر الدم علي الشاشة معتادا. * ما يعنينا نحن المشاهدين في البيوت, هو ألا ينتقل هذا التلوث البصري والسمعي إلينا عبر شاشات التليفزيون عن طريق التليرر أو التنويه أو الإعلان عن الفيلم, والذي يتكرر عرضه بين البرامج عشرات المرات, وعلي كل القنوات, حتي يثبت بالتكرار عند الصغار والأطفال ويرددون ما به من أغان هابطة وحركات سوقية, إذ أن الأطفال بطبعهم ميالون إلي ترديد الألفاظ والحركات الغريبة, ولعلي أضرب مثلا بالأغنية المبتذلة أديك في.. تقول كذا للممثل الشاب الجديد صاحب أفلام عبده موتة وقلب الأسد, والذي يستثمره المنتجون. * المفروض أن للرقابة دور للفيلم كسيناريو وهو علي الورق ودور أهم للفيلم, بعد أن يصبح شريطا جاهزا للعرض, فأين الرقابة؟ رابط دائم :