أكد د. محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط ان قرار واشنطن بتعليق جزء من مساعداتها العسكرية لمصر يدل علي ارتباك في القرار الامريكي موضحا أن تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ووزير الدفاع الامريكي بان ذلك لا يعني قطع العلاقات مع مصر ولكن ستؤجل طائرات أباتشي وصواريخ لحين تحقيق خارطة الطريق يمثل نوعا من الضغوط الامريكية علي مصر. وأشار د. مجاهد في تصريحات خاصة للاهرام المسائي أن واشنطن قالت علي لسان مسئوليها أنها لم تمنع أسلحة تستخدم في مواجهة الارهاب علي الرغم من ان طائرات الاباتشي التي علقتها واشنطن تستخدم في مكافحة الارهاب في مصر, وتساءل قائلا: فهل أمريكا تساعد الارهاب أم لا وذلك في اشارة لعدم تحديد واشنطن لموقفها ازاء الارهاب الذي يواجهه الجيش المصري في سيناء. وأوضح د. مجاهد أن تعليق واشنطن جزء من المساعدات لمصر يتعلق بمعونة العام الحالي وأن مبررات واشنطن ستسقط العام القادم باقرار الدستور وتشكيل برلمان وحكومة ديمقراطية كما تتخيل الولاياتالمتحدة. وقال أن القرار سيء للغاية ولا يخدم العلاقات المصرية الامريكية وهو دافع لمصر لوضع خطة لتنويع مصادر التسليح حتي لا تبقي رهن واشنطن مشددا علي أن قرار التسليح ينبغي ان يكون مصري خالص حيث يعد ايتزاز لمصر وضغط علي الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي لا يخضع للضغوط. وأشار د. مجاهد الي ان وزير الدفاع والخارجية الامريكي حاولا مرارا الضغط علي السيسي لاعادة بند الاخوان في العملية السياسية وأعتقد أن هذا هو ثمن عدم خضوعه لتلك الضغوط. وحول مدي تأثير القرار الامريكي علي معاهدة السلام بين مصر واسرائيل وحق مصر في مراجعتها قال د. مجاهد أن المعونات العسكرية كانت احدي ثمرات المعاهدة مشيرا الي ان المساعدات الاقتصادية الامريكية لمصر تناقصت بصورة مخيفة ومع تعليق المعونة العسكرية فمن حق مصر مراجعة البروتوكولات الامنية ومعاهدة السلام مشددا علي ان مصر ينبغي ان تفعل ذلك حتي لا تخضع للمزيد من الابتزاز الامريكي وتجبر واشنطن علي احترام تعهداتها ازاء مصر. ومن جانبه قال السفير السيد امين شلبي الامين التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية أن الموقف يكاد يكون عدائي من الادارة الامريكية ازاء مصر وهو يتنافي تماما مع ما قاله الرئيس الامريكي باراك أوباما في الاممالمتحدة عن تمسكه بعلاقات ايجابية بين مصر والولاياتالمتحدة. وأضاف ان قرار واشنطن يعني المساس بقدرات مصر العسكرية في مكونات حاسمة وهامة مثل الطائرات وقطع غيار الدبابات مشددا علي ضرورة أن تسرع مصر بالرد علي هذه الخطوة والعمل علي توفير بدائل تضمن الحفاظ علي قدرات الجيش المصري بل وتطوير قدرات الجيش المصري العسكرية. وأشار السفير شلبي الي انه لا يمكن قبول كلام وزير الدفاع الامريكي بان تعليق المساعدات أمر مؤقت يرتبط بخارطة الطريق لان واشنطن تعلم جيدا أن مصر تسير في هذا الطريق الذي يؤدي لانتخاب حكومة ديمقراطية. وقال السفير شلبي أن الادارة الامريكية ذهبت لاقصي مدي لتسليح اسرائيل بأقصي درجات الاسلحة, وأن تعليق المساعدات لمصر يمس بجوهر معاهدات كامب ديفيد موضحا انه علي الرغم من أنها لم ترد في نص المعاهدات الا انها كانت تعهدا واضحا علي لسان رئيس أمريكي سابق بتقديم الدعم والمساعدة للجيش المصري, مشيرا الي ان مصر ينبغي ان تبلغ واشنطن بذلك صراحة لتعلم ان مصر دولة لا يتم التلاعب بها ولا تخدع ولا تقبل الكلام المعسول. وأضاف ان جميع الاجهزة السيادية المصرية ومراكز البحث ينبغي أن تنخرط من الان لمناقشة هذا التطور الخطير والبحث عن البدائل التي تضمن جاهزية وقدرة الجيش المصريومن جانبه أكد السفير حسن رخا مساعد وزير الخارجية الاسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية ان واشنطن بهذا القرار تمارس ضغوطا علي مصر حتي تستجيب لبعض مطالب جماعة الاخوان المسلمين ومنها الافراج عن المسئولين السياسيين والسماح لهم بممارسة نشاطهم السياسي. وقال السفير رخا ان الرد المصري علي لسان وزارة الخارجية أكد علي ان خارطة الطريق شأن داخلي مصري موضحا أنه جاء في اطار رفض مصر للاملاءات الخارجية. وأوضح أن مصر تستخدم أسلحة تقليدية وهي متوفرة في الدول المتقدمة ولا تقتصر علي واشنطن فقط ومن ثم يمكننا تعويض تلك الاسلحة بسهولة. وأشار الي ان واشنطن هي الخاسرة بهذا القرار لان معوناتها تربطنا بالانتاج العسكري الأمريكي وتمكنهم من الاطلاع علي قدرات الجيش المصري عن طريق الخبراء والتدريب المشترك.وأشار الي ان الرئيس الراحل عبد الناصر واجه نفس الموقف عام1964 من خلال منع نحو60 مليون دولار أمريكي ولم يخضع للابتزاز الامريكي. واوضح أن اتصال وزير الدفاع الامريكي بالسيسي يعني أنه متحسب من رد الفعل المصري ويحاول احتوائه في اطار سياسة العصا والجزرة التي تعتمد علي التلويح بالمعونات ثم التهديد بقطعها. وشدد رخا علي ضرورة وضع خطة لخفض الاعتماد علي المعونات سنويا حتي لا تدخل في حسابنا الاساسي وكي لا تسمح بأي هامش للضغط الخارجي. وأشار الي ان واشنطن لا تعطي أسلحة لايران وهي متفوقة عسكريا مشيرا الي التفوق الاستراتيجي المصري علي اسرائيل في المساحة وعدد السكان والامكانيات الاقتصادية والانتاجية مشيرا الي ان مصر لديها امكانيات وخبراء وعلماء تحتاج فقط لمن يوجههم بشكل سليم من خلال التنظيم والادارة واستغلال الموارد. رابط دائم :