ذكرت صحيفة الأيكونوميست البريطانية أن عدم ظهور الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القمة السنوية للإيبك منتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ والتي بدأت أعمالها في بالي أمس. تعد دليلا علي فشل ادارته في تحقيق التوازن في آسيا ويشكل نقطة ضعف للولايات المتحدة في تحقيق مصداقيتها. ووفقا للصحيفة فإن المنتدي الذي يضم21 دولة والذي يسعي لتشجيع التجارة الحرة والتعاون الاقتصادي في منطقة آسيا ودول المحيط الهادئ تلبية للنمو الاقتصادي المتزايد لدول المنطقة وظهور تكتلات اقتصادية أخري في العالم مثل الاتحاد الأوروبي والنافتا, حيث تسعي إبيك لرفع مستوي المعيشة والتعليم من خلال تحقيق نمو اقتصادي متوازن وتشارك العوائد بين دول آسيا والمحيط الهادئ, حيث يشكل تعداد السكان القاطنين بتلك ما يقارب من40% من تعدادالعالم ولذلك فالمنتدي يسلط الضوء علي أهمية الاجتماع بين القادة كرمز للتعاون الممكن بينهم فهو يساعد علي تعزيز عادات التشاور التي تفتقدها الإدارة الأمريكية وهي فرصة لإجراء محادثات ثنائية بناءة وغير رسمية في بعض الأحيان والوصول إلي اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والإقليمية ومن جانبها ذكرت شبكة بي بي سي أن غياب أوباما عن القمة سيؤثر بشكل سلبي علي واشنطن حيث كان من المفترض ان يتم مناقشة اتفاقية التجارة الحرة الطموحة مع12 دولة أخري المعروفة باسم الشراكة عبر المحيط الهادئ وقد أدي عدم حضور أوباما إلي ظهور واضح وكبير أكبر قوتين في منطقة شرق آسيا المتمثل في الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي التمس العذر لأوباما رغم الاختلافات السياسية بينهما في مختلف القضايا الدولية بينما أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن غيابه يعد خيبة أمل وربما يقوض الاستراتيجية الأمريكية تجاه آسيا ومحاولته للتنافس مع الصين وروسيا في المنطقة وتعد فرصة ضائعة لاستعادة هيبة أمريكا في المنطقة خاصة مع زيادة النفوذ الاقتصادي والسياسي والعسكري للصين مشيرة إلي إنها كانت ستكون فرصة كبيرة لمناقشة أخر تطورات الأزمة السورية بين أوباما وبوتين وأوضحت الصحيفة أنه كان مقررا أن يشارك أوباما في قمة منظمة دول جنوب شرق آسيا آسيان بعد قمة إيبك اعتبارا من الأربعاء المقبل وغياب أوباما يسيء إلي الجهود التي تبذلها واشنطن بهدف دفع مشروع قيام منطقة شاسعة للتبادل الحر مع12 دولة لا تتضمنهم للصين ويرتقب ان تضم هذه الشراكة اليابان وأستراليا وبروناي وكندا وتشيلي وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة والولاياتالمتحدة وفيتنام وقد عارضت بكين في البداية مشروع الشراكة بقوة الذي أطلق بمبادرة من الولاياتالمتحدة لكنها أعلنت موافقته لما ستجلبه الشراكة من انتعاش اقتصادي لدي شركائها التجاريين وقالت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن القمة كانت مهمة جدا بالنسبة لأوباما والذي يعاني من عجز كبير في الميزانية الوطنية واقتصاد مترنح حيث تشكل صادرات أعضاء الإيبك نحو55% من الإجمالي العالمي و حوالي44% من التجارة العالمية حيث نمت التجارة داخل المنتدي إلي ما يقرب من سبع مرات منذ تأسيسه في عام1989 مستشهدة بتقرير للبنك الدولي صدر أمس يؤكد أن النمو المتوقع لدول المنظمة هو7.1% لهذا العام و7.2% لعام2014