بعد40 عاما علي العبور

الفنانون يطالبون بإحياء ذكري أكتوبر سينمائيا والمنتجون متخوفون

تمر الذكري الأربعون لإنتصار أكتوبر علي المصريين هذا العام في أجواء سياسية افضل يشعر فيها المواطن بانتصارين الاول التاريخي المرتبط بحرب أكتوبر والآخر علي قوي الظلام.
وهنا يأتي دور الإبداع الذي يتناول تلك الاحداث في أعماله لكي يوثقها ويرصدها للأجيال القادمة والتاريخ‏,‏ لكن المبدعون يرون ان ما تم من تلك الاعمال لا يوفي هذا الانتصار الكبير حقه واننا في حاجة الي العمل أكثر علي هذا الانتصار بكل انواع الفنون‏,‏ لكنهم يرجعوا قلة الاعمال لضعف الانتاج والدعم‏,‏ خاصة ان الاعمال التي تعتمد علي مشاهد المعارك والحروب تمتاز بتكلفة إنتاجية ضخمة‏.‏
طالب عدد كبير من الفنانين بضرورة الاهتمام سينمائيا بانتصارات أكتوبر‏,‏ وتقديمها للجيل الجديد‏,‏ حيث لابد أن يشاهد هذه الأعمال بشكل جديد‏,‏ حتي وإن كان ذلك من خلال النجوم الشباب الذي يحرص علي مشاهدة أعمالهم الفنية‏,‏ خاصة أن الأفلام التي صورت عقب حرب أكتوبر قدمت المرجو منها‏,‏ وحان الوقت لتقديم أعمال جديدة تجذب انتباه الشباب للتعرف علي ذكري انتصارات أكتوبر والعبور‏.‏
يأتي ذلك في الوقت الذي رأي فيه عدد من النجوم الشباب ضرورة تقديم أفلام تتناول حرب أكتوبر بشكل يليق بهذه الذكري العظيمة‏,‏ لتكون قادرة علي جذب انتباه المشاهد‏,‏ كما رأوا ضرورة مشاركة الدولة في إنتاج أعمال تهتم بهذه الذكري في ظل تخوف المنتجين من تقديم أعمال وخسارة أموالهم في الوقت الذين يتكبدون فيه خسائر شديدة خلال الفترة الماضية نظرا لعدم استقرار الأوضاع في مصر‏.‏
في البداية رأي الفنان طلعت زكريا أن هناك عدة أفلام قدمت في الفترة الماضية عن حرب أكتوبر عاشت عليها السينما المصرية طوال الأربعون عاما الماضية‏,‏ وحان الوقت لتقديم أعمال أخري تجد هذه الذكري‏,‏ في الوقت الذي ابتعد فيه المنتجون عن تقديم نوعية هذه الأفلام لتخوفهم من الخسارة‏,‏ خاصة أن المنتجين في وقتنا هذا يحاولون تخفيض ميزانية أي فيلم بأي طريقة مكنة سواء من خلال الكادرات المكلفة أو الاستعانة بنجوم كبار أو غيرها‏,‏ وبالتالي فإن أي منتج قبل أن يقوم بإنتاج هذه النوعية من الأعمال يسأل نفسة كيف سأعوض أموالي التي صرفتها‏,‏ خاصة أن فيلم عن انتصار أكتوبر ليس بالمسألة الهينة‏,‏ بل أن تكلفته قد تتجاوز المائة مليون جنيه‏.‏
وأضاف أن النجوم قبلوا بالأمر الواقع في ظل ابتعاد المنتجين عن هذه النوعية من الأفلام‏,‏ مشيرا إلي أنه من الضروري أن تتولي الدولة إنتاج فيلما عن هذه الذكري العظيمة‏,‏ ولكن ما نراه الآن هو أن الدولة لا تبالي أو مهتمة بتقديم فيلم عن ذكري أكتوبر‏,‏ فإذا كانت الدولة غير مهتمة هل مطلوب من المنتج الخاص أن يقوم بهذا الدور فمن سيعوض له أمواله في حالة خسارتها‏,‏ وبالتالي أصبح المنتجون يبحثون عن أي أفلام تحقق الربح‏.‏
بينما قال الفنان محمد رمضان أنه يتمني أن يقدم عملا فنيا عن ذكري انتصارات أكتوبر‏,‏ مؤكدا لو أتيحت لي الفرصة سأفعل ذلك دون تردد خاصة أن الجيل الجديد بحاجة لتقديم أعمالا فنية عن هذه الذكري ليشاهدوها من نجوم جيلهم علي الأقل خاصة أنها قادرة علي أن تصل إليهم وتخاطبهم بلهجتهم‏,‏ لنوضح لهذا الجيل أشخاص ضحوا بكل شيء من أجل مصر‏,‏ كما أنني مستعد أن أقدم عملا مثل هذا دون أي مقابل مادي‏.‏
وأضاف أن تقديم الأعمال الوطنية عن الأبطال تجذبه‏,‏ وإبراز كفاحهم من أجل الواجب‏,‏ خاصة أنهم ضحوا بكل ما يملكوا حياتهم وأسرتهم‏,‏ وذلك من أجل الوطن‏,‏ فمن الواجب علينا تكريمهم علي الأقل من خلال تقديم عمل فني يوضح للجمهور هذه المعاناه التي يقدموها لنا من أجل أن نحيا في وطن أمن‏.‏
فيما كشف المنتج محمد السبكي عن نيته الجادة في تقديم فيلم عن حرب أكتوبر‏,‏ مؤكدا أنه لن يتخذ هذه الخطوة منفردا‏,‏ حيث اقترح الفكرة علي أكثر من منتج للمشاركة في تقديمها كنوع من التوثيق الفني لحرب أكتوبر‏,‏ إلا أنه حتي الآن لم يتم إتخاذ أي خطوات حيث مازلنا في انتظارالموافقة النهائية للجميع‏.‏
وأضاف أن الفكرة يتم دراستها لتخرج بالشكل الذي يتلائم مع الوقت‏,‏ مع إبراز التضحيات التي قدمها أبناء مصر من أجل وطنهم‏,‏ ومن المقرر البدء في ترشيح الفنانين‏,‏ وكذلك وضع التكلفة النهائية للفيلم عقب الاتفاق علي الفكرة بشكل نهائي‏,‏ وموافقة جميع المنتجين المشاركين في العمل‏.‏
بينما قال المنتج محمد حسن رمزي أن تقديم فيلما عن حرب بأكتوبر أمر مكلف للغاية يحتاج إلي مساندة الدولة خاصة أنه لا يوجد منتج يستطيع وحده القيام بهذه المغامرة‏,‏ في ظل الظروف التي أثرت سلبيا علي صناعة السينما‏.‏
مشيرا إلي أنه من الضروري تجديد دماء الأفلام الوطنية من خلال عمل ضخم يوضح للجيل الجديد أهمية إنتصار أكتوبر‏,‏ والحديث عن رجال دفعوا أرواحهم وكل ما يملكون فداءا لوطنهم دون أن يذكر أسمهم‏,‏ وهي كلها تضحيات يجب إبرازها فنيا‏.‏
وأضاف أن عملا عن إنتصار أكتوبر ليس بالسهل خاصة أنه بحاجة إلي ديكورات ومشاهد أرشيفية‏,‏ وكادرات‏,‏ وأمور تحتاج إلي دعم وطني‏,‏ مؤكدا أن استقرار حال السينما في الفترة الحالية‏,‏ وعودتها إلي ما كانت عليه مؤخرا‏,‏ قد تشجع مجموعة من المنتجين بمشاركة الدولة علي تقديم عمل وطني خالص عن انتصارات أكتوبر المجيدة‏.‏
رابط دائم :