اجتماع التنظيم الدولي للإخوان الذي عقد علي هامش لقاء من يطلقون علي أنفسهم قادة الحركات الإسلامية بلاهور عاصمة إقليم البنجاب بباكستان, يؤكد أن مصيبة الإسلام في هؤلاء القادة الذين يلتقون بين الحين والآخر وقد تخفوا وتستروا وراء أقنعة إسلامية إخوانية ب ولاية دموية عابرة للقارات, بتمويل دولاري مجهول المصدر والمصير والهوية أحيانا. ولم أستغرب أن يحتضن هؤلاء القادة اجتماع التنظيم المحسوب علي الإسلام لفظا, وعلي السياسة مضمونا, والتجارة هدفا, وتنفيذ المهام لمصلحة الغير شرعة ومنهاجا, ولم أستغرب دعوة المجتمعين للكفاح والنضال المسلح بشعار كاذب هو إنقاذ الشعوب الإسلامية من موجات الكفر والفساد والإلحاد, بتمويل مواجهة مسلحة ضد أصحاب الحملات المنظمة التي يقولون ويزعمون أن قيادتها بيد كفار في تلك المجتمعات التي يقولون إنها كانت إسلامية وباتت ترفرف عليها رايات الشيطان. وبعيدا عن التصادم التاريخي الذي تعكسه فلسفة ورؤي وادعاءات هؤلاء المتاجرين بالدين في أسواق الأقنعة, أجد أن كبيرهم الذي علمهم السحر حسن البنا لم يقدم فارقا مهما بين أقنعة الدين وولاية السلطة, حينما قال وبالحرف الواحد:) الدين شيء والسياسة غيره دعوة نحاربها بكل سلاح(, كما أن سيد قطب كسا تلك العلاقة الإخوانية بين الدين والسياسة بدموية لا حدود لها ولهذا ووفق فروض الطاعة العمياء فقد قبل قادة التنظيم الدولي أن يتحركوا بأقنعة الإسلام وبدعاوي محاربة الإلحاد والكفر بولاية أمريكية تآمرية ومباركة قطرية توسعية ومساندة تركية بعينين إحداهما علي الخلافة والثانية علي عودة المجد العثماني وامتلاك ملاعب تنفيذ المهام التي لا تعرف لها الشريعة طريقا, ولا تقترب من صورة الإسلام الحقيقية. وبعيدا عن تقييم تلك الاجتماعات ورصد ما تخفيه صيحاتها وصرخاتها من ضعف يصل إلي حد الموات جراء رفض الشعوب لأكاذيب الإخوان وهو ما اتضحت صورته في مصر بعد تحرك الملايين في ثورة30 يونيو ضد الفشل الإخواني وتتشكل ملامحه في تونس بنحو2.2 مليون متمرد والموافقة الإخوانية علي خارطة للطريق وتقترب من الانفجار في السودان بالمزيد من قتلي الرصاص الإخواني, وتبحث عن الحظر والمواجهة في الخليج الرافض للغزو الدموي والتمدد السري وتتكون جبهات رفضه في الشمال الإفريقي, وتتضح أجزاء من حقيقته في كثير من بقاع العالم, نجد أن هذا التنظيم يواصل غباءه السياسي, وفشله الدعوي, وسقوطه الشعوبي بكشف كثير من أقنعته, وإعلان حالة الحرب, وحشد تحرك العنف, وتأكيد حالة النفير الدموي العام للحفاظ علي ما تبقي من مصالحه الإقليمية والعالمية ليس في الحفاظ علي صورة الإسلام وخدمة الدعوة, ولكن في الإبقاء علي مصالحه الشخصية واقتصادياته واستثماراته المشبوهة بدعوي التحرك من أجل الإسلام ومواجهة الكفر والإلحاد. والذي ينظر إلي هؤلاء القتلة لا يجد خيرا من مثلنا الشعبي العبقري أعمي اتجوز طارشة لا هو شايفها و لا هي سامعاه للتعبير عن موقفهم ووقفتهم الظلامية فهم لا يرون حقيقة ما يحدث في المجتمعات التي لفظتهم وصفعت مشروعاتهم ووجهت لطمة قاتلة علي قفاهم السياسي, وهم أيضا يتحدثون ولا ينتظرون رد فعل إلا التهييس والتهجيص وانتظار رد الفعل الأجنبي لحلفاء الغرف المغلقة حتي ولو كان الاتفاق علي ما يضر الإسلام وأهله الصالحين. ويبدو أن قادة التنظيم بدأوا يشعرون أن أقنعتهم تساقطت في كثير من الدول فيلجأون الآن إلي المزيد من الكذب بحجة أنهم يدافعون عن الإسلام في مواجهة الإلحاد ويواجهون عمليات القمع والاضطهاد ويسعون لضمان استمرار الحركات الإسلامية في جهودها من أجل الشريعة التي يرفعونها شعارا ولا يريدونها مسلكا. وبعيدا عن الشعارات الدينية التي يرفعها التنظيم الدولي للإخوان تتكشف كثير من حقيقتهم الموية الزائفة في مصر مثلا بقتل وقتال جيش الوطن واستهداف الشرطة وتعطيل مصلحة المواطنين والتخطيط لعمليات اغتيال تطال100 شخصية عسكرية وأمنية وإعلامية واقتصادية وعامة لنشر الفوضي داخل البلاد بصورة تسمح للتنظيم بالعودة إلي دفة الأحداث بعد أن باتت عودة محمد مرسي إلي القصر الجمهوري من المستحيلات, وتم القبض علي المئات من المطلوبين للعدالة والمحاكمة من قيادات الإخوان بمصر ولذلك يفسح التنظيم الدولي مساحة أكبر لأتباعه من القادة للتحرك من أجل نصرة التنظيم بمصر تحت مسمي نصرة الإسلام ويضع في مقدمة من يتحكمون في ذلك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب النهضة التونسي, راشد الغنوشي, وأمين التنظيم الدولي, إبراهيم منير, وبولاية أمريكية قطرية. وهذا التحرك يتخذ ساترا إسلاميا لإقناع الشعوب بأن ذلك التحرك من أجل الإسلام ونصرته رغم أنه في الحقيقة يحاول التعرف علي ما تريده القوي الكبري من تنازلات وتأكيد قدرة التنظيم ورجاله علي تحقيقها بشرط عودة الإخوان إلي الحكم في مصر وتثبيت وتقوية قبضتهم في البلدان التي ما تزال تفسح المجال قليلا لحكمهم وتجارتهم الشريرة مع الشيطان. وإذا كان التنظيم الدولي وبقايا فلوله ومنتسبوه ومأجوروه في مصر يريد أن تكون مناسبة انتصار6 أكتوبر مناسبة للعودة من جديد لتعطيل الشارع المصري ورفع راية العنف والقتل والتدمير والحرق والتخريب من جديد فإنني لا أري ذلك إلا ضربا من ضروب الغباء السياسي للتنظيم وأتباعه والذي يتعدي كافة حدود الجهل التام بارتباط المصريين الذين خرجوا في30 يونيو علي الإخوان ونظامهم بهذا اليوم. والذي لا يدركه التنظيم الدولي أن سقوطه سوف يتواصل مهما كانت أقنعته ومهما تعددت ولايته لأن كلا من الأقنعة والولاية الإخوانية يستند علي الكذب والخداع وهما من أوهن الحصون أمام إرادة الشعوب.