إن العبقري هو الطفل الذكي الذي يقدم عملا عظيما ويحقق إنجازا اصيلا, لذا فالعبقري يتمتع بالذكاء العالي والقدرة علي الإبداع ولهذا فكل عبقري موهوب وليس كل موهوب عبقريا.. فالطفل الموهوب لديه حافز قوي بشكل غير عادي أن يستكشف البيئة من حوله ولديه رغبة في التعلم الذاتي فدائما يحاول القيام بأعمال صعبة وخطيرة, ايضا لديه استقلالية في التفكير وقدرة فائقة علي التفكير المتشعب ولديه آراء غير عادية وغالبا يبحث عن فرديته الفريدة خاصة عندما يختار مهنة غير مألوفة أو نادرة, وقد يتخلف في بعض نواحي النمو خاصة القدرة اللفظية. فالطفل الموهوب يظهر منذ العام الأول من حياته بعض الاشارات الدالة علي ذكائه أو بعض الميول الفنية أو الموسيقية وفي الروضة يتعلم بسرعة أكبر قياسا بأقرانه العاديين.. وعندما يلاحظ الآباء والامهات تلك الاشارات التي يبديها الطفل التي تدل علي موهبته فيجب أن يذهبا به إلي أحد الاخصائيين المهتمين بالموهبة حتي يجري عليه بعض الاختبارات النفسة كي يتأكد من وجود الموهبة, وبذلك يتوفر لديهم معلومات وبيانات تتعلق بموهبة الطفل وتعد هذا البيانات ذات أهمية كبيرة حيث يمكن بمقتضاها اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالحاقه بالروضة في وقت مبكر أو تقديم الاثراء التعليمي اللازم له. ويعرف البعض الطفل الموهوب بأنه الطفل الذي يتصف بالامتياز المستمر في أي ميدان مهم من ميادين الحياة.. وهنا نشير إلي أن بعض انظمة التعليم والاعراف الاجتماعية تعمل علي اجهاض بعض المواهب. حيث ان لكل طفل ميزة تميزه عن الآخرين وهذا التمايز نتيجة التفاعل بين البيئة والوراثة.. ومما لاشك فيه أن كل أسرة تحب لابنائها التميز والتفوق لتفخر بهم وبابداعاتهم لكن المحبة شيء والإرادة شيء آخر, فالإرادة تحتاج إلي معرفة كاشفة وبصيرة نافذة لتربية الموهبة وتعزيزها, فرب كلمة طيبة صادقة وابتسامة عذبة رقيقة تصنع المعجزات في احاسيس الطفل ومشاعره, وتكون سببا في تفوقه ونمو موهبته, ومن وسائل التعزيز لنمو الموهبة أن يتم تدعيم الطفل بلقب يناسب هوايته وتميزه ليبقي هذا اللقب علامة الطفل ووسيلة تذكير له ولمربيه علي موهبته التي يجب أن يتعهدها دائما بالتزكية والنمو مثل كلمة نبيه دكتور- مهندس عالم عبقري. إن العلم توصل إلي حقائق علمية يمكن استعمالها لزيادة فرصة ظهور الموهبة في الجنين عن طريق ما تتناوله الأم الحامل من أغذية خلال الثلاثة أشهر الأولي من الحمل مثل الاغذية التي تحتوي علي الحامض الاميني- التربتوفان- والاحماض الدهنية غير المشبعة فهي تزيد من فرصة نمو خلايا مخ الجنين وتحسن العمليات الكيميائية فيها فيتيح له فرصة ان يكون طفلا موهوبا. ويضيف بعض العلماء انه يمكن تشخيص الموهبة في الجنين قبل ولادته عن طريق تجاوبه مع ما يسمعه من منبهات توضع علي بطن الام ذات أصوات مميزة تبين مدي استجابته لها أو عدم استجابته. اما بعد الولادة, فإن طبيب الأطفال هو أول من يتعامل مع هذا الطفل بعد أمه, وهو أول من يستطيع أن يشير إلي وجود الموهبة في هذا الطفل, وينادي علي باقي فئات المجتمع لتتولي رعاية هذه الموهبة والمحافظة عليها, خاصة أن السنوات الثلاثة الأولي من عمر الطفل تلعب دورا مهما في تنمية الموهبة أو اندثارها, وهذه هي أحد المهام الأساسية لطبيب الأطفال, خصوصا أن سرعة نمو مخ الطفل تبلغ أقصاها أول عامين من عمره, حيث يبلغ وزن مخ الطفل في سن6 أشهر نصف وزنه النهائي, بينما يبلغ باقي الجسم نصف وزنه في سن10 سنوات, فأي عوامل بيئية ضارة أو أمراض تصيبه في هذه المرحلة قد تدمر موهبته. إن كل المهتمين برعاية الطفولة لديهم دور مؤكد في الثلاث سنوات الأولي من عمر الطفل يتقدمهم طبيب الأطفال الذي يجب أن يشخص الموهبة بعد الولادة مباشرة من تفاعل الطفل بكل المؤثرات التي تدور حوله مثل الصوت والضوء والألوان وقدرته علي التركيز فيما يعطي له من لعب ليفهم تكوينها ويحاول أن يتعرف عليها بطرق مختلفة إذا كان طفلا موهوبا أو يلقي بها فورا بعد أن يمسكها بيده إذا كان طفلا غير موهوب. باحث تربوي