بعد مرور ما يقرب من4 ايام علي تهديد وزارة التموين بفرض التسعيرة الجبرية, تجولت الاهرام المسائي في الاسواق لترصد وتراقب المرحلة الاخيرة من بيع الفاكهة والخضراوات للمستهلك بعد انتقالها من اسواق الجملة الكبري الكائنة بالقاهرة الكبري. وكشفت الجولة عن تباين الاسعار من مكان الي آخر, حسب مكان عرضها, الاسعار في المحل الكبير يبيع الفاكهة بفارق يصل إلي جنيهين او ثلاثة, فيما يبيع الباعة الجائلون بأسعار اقل,. وأكد عدد من تجار التجزئة أنهم يحصلون علي الفاكهة من الاسواق الكبيرة, مثل سوق العبور وغيره من الاسواق, بأسعار مرتفعة, ويبيعونها بهامش ربح اقل, متهمين التجار الكبار بتحكمهم في الاسعار واستغلالهم لغياب الرقابة, فيما يقع المستهلك ضحية لهذا الجشع والاستغلال, مشيرين الي ان اغلب المستهلكين عندما يسألون عن سعر الخضر والفاكهة ويجدونه مرتفعا يحجمون عن الشراء او يخفضون الكمية المشتراة. محمد علي صاحب أحد المحلات بسوق التوفيقة- أكد ان بائع التجزئة مغلوب علي امره مثل المشتري, لانه يلتزم بالاسعار التي يشتري بها من التجار الكبار, ويضيف عليها الهامش الربحي علي كل نوع. مشيرا الي ان تجار التجزئة يتعرضون للخسارة بسبب ارتفاع الاسعار, لان عددا كبيرا من المشترين يحجمون عن شراء السلعة, وبالتالي تتعرض البضاعة للتلف وهو ما يسبب خسارة فادحة لنا. وأشار الي أن هناك استغلالا من قبل بعض التجار في اسواق الجملة يؤدي إلي ارتفاع سعر الفاكهة عن الاسعار التي يشتري بها من السوق, موضحا انه يشتري المانجو العويسي من سوق الجملة بنحو22 جنيها للكيلو ويبيعها ب25, والمانجه الزبدية اشتريها ب10 جنيهات وابيعها ب12 جنيها, والكمثري اشتري الكيلو منها ب8 جنيهات وابيعه ب10 جنيهات, والموز المستورد اشتريه ب8 جنيهات وابيعه ب10 جنيهات, والكاكا اشتريها ب7 ونص وابيعها ب10 جنيهات, والبلح الاسود اشتريه ب4 جنيهات وابيعه ب6 جنيهات, والخوخ الايطالي اشتريه ب17 جنيها وابيعه ب20 جنيها, والجوافة اشتريها ب6 جنيهات وأبيعها ب7 ونص, والعنب الاحمر اشتريه ب8 ونص وابيعه ب10 جنيهات, والبرقوق اشتري الكيلو منه ب17 جنيها وابيعه ب20 جنيها. واشار الي أن الاسعار في الفترة الاخيرة قفزت الي مستوي وصل الي الضعفين, ضاربا مثالا بسعر فاكهة الكمثري التي كانت تباع العام الماضي ب5 جنيهات, واصبحت هذا العام ب10 جنيهات, والعنب الابيض البناتي كان سعره في العام الماضي5 جنيهات واصبح10 جنيهات. من جانبه أرجع الحاج حسن احد التجار بالتوفيقة- ارتفاع الاسعار لعدة عوامل, منها ارتفاع تكلفة نقل البضائع من اصحاب السيارات بسبب حظر التجول والزحام الشديد في الطرق, حيث تقطع السيارات مدة زمينة اطول لتوصيل الحمولة, فبعدما كان نقل الحمولة يتم ب300 جنيه, وصل الان الي500 جنيه, فضلا عن ان مساحة الاراضي المزروعة هذا العام اقل من العام الماضي, وهو ما ظهر خلال شراء المحاصيل من نفس الفلاحين. وأوضح أن الأسعار ارتفعت بنسب تراوحت ما بين50 الي100% لبعض اصناف الخضراوات, وابرزها الكوسة, والفاصوليا, والبطاطس, والبصل, والبامية, والباذنجان العروس والأبيض, والفلفل الرومي والحامي, ولم يستثن من الارتفاعات الا الطماطم, التي سجلت انخفاضا كبيرا جدا, وصل بسعر الكيلو الي60 قرشا, وليس امامنا كتجار في الوقت الحالي الا انتظار المحاصيل الجديدة, لترجع الاسعار إلي ما كانت عليه, بعد انتهاء حظر التجول, الذي ادي لنقص الكميات المعروضة من الفاكهة, ما ادي لارتفاع اسعارها. وأعرب عن تخوفه حيال فرض التسعيرة الجبرية علي الخضر والفاكهة قد يتسبب في مشكلة اكبر وهي قيام بعض التجار باخفاء الخضر والفاكهة من الاسواق وبذلك يضطر المواطن للشراء من السوق السوداء باسعار اعلي من ذي قبل. وفي السياق نفسه انخفضت الاسعار جنيهين في بعض انواع الفاكهة علي فرشات الباعة الجائلين بمنطقة رمسيس كالتفاح المستورد, حيث وصل الي12 جنيها, في حين يباع النوع نفسه من التفاح في المحال ب15 جنيها, فيما تشابهت اسعار بعض الفاكهة علي الفرشات مع اسعار المحلات, لكن انخفضت جودة الفاكهة قليلا مع الباعة الجائلين, وقال يوسف سيف بائع فاكهة متجول: نحن لا نقوم بدفع فواتير ولا كهرباء بسعر تجاري ولا بنأجر محلات, لذا نبيع منتجاتنا بأسعار منخفضة قليلا مقارنة باسعار المحلات. وقال هشام ناصر- تاجر دواجن- إن الدواجن لا يمكن ان تحكمها التسعيرة الجبرية, لأنه يتحكم فيها العرض والطلب, والاسعار تختلف كل يوم تراجعا وارتفاعا حسب الكمية التي تطرحها المزارع, والمزارع هي التي تتحكم في تحديد السعر. وأوضح ان التجار يضيفون جنيها فقط علي سعر المزرعة للبيع تجزئة, وبالتالي فإن الاسعار ليست في يد تجار التجزئة, قائلا: اذا تم فرض التسعيرة الجبرية ستكون بداية للعودة سوق السوداء من جديد.