رغما عن أنف ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك لن يجد امامه إلا القيام بثورة تصحيح كاملة داخل نادي الزمالك أو التقدم باستقالته ومعه بقية الأعضاء لمنح الفرصة للجنة جديدة يشكلها طاهر أبوزيد وزير الدولة لشئون الرياضة لإدارة شئون النادي حتي موعد الانتخابات المقرر لها في يناير من العام الجديد بعد تأجيلها بسبب الخلافات التي تفجرت حول اللائحة التي أصدرها وزير الرياضة السابق العامري فاروق قبل تعرضها للإلغاء من الوزير الجديد. وعلي غير المتوقع فوجئ ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك بطوفان من الانتقادات الرهيبة عقب الخسارة المهينة التي تعرض لها الزمالك من الأهلي4-2 في المباراة التي أقيمت بينهما يوم الأحد الماضي في الجولة الخامسة من دور الثمانية دوري المجموعات لبطولة الاندية الإفريقية أبطال الدوري التي أطاحت بكل آماله في المنافسة للتأهل لدور الأربعة في سيناريو بات مكررافي عهد مجلس الإدارة الحالي. وفوجيء ممدوح عباس بأن كل جماهير نادي الزمالك تحمله مسئولية الانهيار الرهيب الذي تعرض له الفريق في الشهرين الماضيين بعدما فرط بلامبالاة شديدة وغير مسبوقة في العديد من نجوم الفريق في مقدمتهم البوركيني عبدالله سيسيه وصبري رحيل المدافع الأيسر.. ولاعب الوسط الأساسي صاحب الخبرة الكبيرة إبراهيم صلاح والكاميروني أليكسس موندومو وكلهم من الأوراق الرابحة في الفريق لعدم منحهم مستحقاتهم المالية أو التفاوض بجدية معهم لتجديد العقود في الوقت الذي أبقي علي بعض لاعبين من محدودي الكفاءة والقدرات وهو السبب نفسه الذي دفع البرازيلي فييرا للرحيل وعدم تجديد عقده رغم حالة الاستقرار التي شهدها الفريق في عهده وتصدره لمسابقة الدوري الملغي وصعوده بجدارة لدور الثمانية لبطولة الأندية الإفريقية أبطال الدوري. والمثير أن الاتهامات الموجهة لممدوح عباس خرجت هذه المرة عن دائرة المألوف ووصلت لحد اتهامه بشكل صريح ومباشر بالتآمر علي النادي خاصة وانه ترك الكثير من أموره في يد بعض المشكوك فيهم أو عليهم علامات استفهام كبيرة أو علي الأقل لا يتمتعون بالكفاءة العالية خاصة ما يتعلق بالتسويق والتعاقدات التي أصبحت تثير الريبة علي اعتبار أن الزمالك لا يتم أي صفقة إلا إذا منحها لسمسار بعينه أو بعض شركائه الضوء الأخضر للمرور داخل الفريق مما أدي لخسارة الزمالك للكثير من سمعته بالإضافة لإهدار أموال بالجملة كانت كافية بإنعاش خزينته بدليل فشله الرهيب في تسويق لاعبيه الذين رحلوا بدون مقابل. وفي الوقت الذي فرط الزمالك في العديد من لاعبيه المميزين الاساسيين الذين يعدون من أوراقه الرابحة فإنه فرط في صفقات ضخمة لم تكن ستكلفه الكثير من الأموال ليس لسبب إلا لأنهم لم يحصلوا علي الضوء الأخضر من السمسار إياه أو لم يوقعوا له وآخرهم لاعب وسط المقاولون العرب الصاعد الذي ينتهي عقده في يناير المقبل مع ناديه محمد زيكا الذي عرض التوقيع علي بياض للنادي, وأبدي حلمي طولان إعجابه به وترحيبه بالانضمام للفريق إلا أن الصفقة تجمدت بعدما رفض اللاعب التوقيع للسمسار الذي تربطه بعضو مجلس إدارة سابق علاقة قوية جعلته القاسم المشترك في كل الصفقات التي ابرمها في الفترة الماضية مما زاد من حدة الشكوك التي يتعرض لها الأخير من وجود علاقة مجهولة تربط بهما. وإذا كان ممدوح عباس تعرض لانتقادات عنيفة وصلت لحد اتهامه بالتآمر علي الزمالك وليس فقط تحميله مسئولية انهيار الفريق بعد رفضه دعمه ماليا, وهي المهمة التي جاءت به كرئيس للنادي فإن الاتهام الأقوي يتعلق بتعمده توريط الزمالك في عدد من العقود الضخمة في مقدمتها شيكابالا الذي يتقاضي عشرة ملايين جنيه في الموسم الواحد ورفض تخفيضها للنصف مثلما فعل نجوم الأهلي رغم الإيرادات الكبيرة التي يسهمون في جلبها للنادي سواء بشكل مباشر بعوائد الفوز بالبطولات أو مقابل الرعاية الإعلانية. ويتعرض ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك لضغوط كبيرة ولن يجد أمامه مفرا من تنفيذها أو الرحيل تتعلق بضرورة التخلص من اللاعبين أصحاب العقود الضخمة في الفريق وفي مقدمتهم شيكابالا وتسويقه خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة, سواء بالبيع النهائي أو بالإعارة بعد الخروج المهين للفريق من البطولة الإفريقية والغموض الكبير الذي يحيط بالنشاط المحلي وتوقيتات انطلاقه من جديد. وحتي لو تحدد موعد انطلاق مسابقة الدوري العام من جديد فإن بقاء شيكابالا في صفوف الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك لم يعد مرغوبا فيه علي الإطلاق في ظل المشكلات التي اعتاد علي تفجيرها سواء داخل الفريق أو خارجه مما يتسبب في الكثير من الأزمات بدليل أن الاستقرار سواء الذهني أو الفني لم يعرف طريقه للزمالك إلا في الفترات التي لم يوجد خلالها مع الفريق وآخرها الموسم الماضي عندما تمت إعارته للوصل الإماراتي. ويتمسك الكثيرون من مسئولي الزمالك بضرورة العودة من جديد لقرار مجلس إدارة النادي بوجود حد أقصي للرواتب السنوية للاعبين الذي خرج عنه ممدوح عباس في ظل الأزمة المالية التي يعيشها النادي وتوقف عباس عن دعمه أو البحث عن موارد إضافية له حتي لو أدي الأمر لاستبعاد كل اللاعبين الذين تزيد عقودهم علي مليون و500 ألف جنيه في الموسم الواحد والبحث عن صغار السن من الموهوبين. وما يزيد من قناعة الكثير من مسئولي الزمالك بضرورة إستبعاد الكبار أصحاب العقود العالية الكبيرة من الفريق والاعتماد علي الصغار والموهوبين أن النادي لم ينفذ هذه التجربة في تاريخه علي الإطلاق إلا وعاش فترات زاهية حقق فيها البطولات وحصد الألقاب الافريقية والقارية, سواء في التسعينات عندما أطاح بالكبار في بداية عهد الراحل المهندس نور الدالي رئيس النادي الأسبق, أو مع الدكتور كمال درويش رئيس النادي السابق في بداية الألفية الجديدة باعتماده علي الموهوبين من المغمورين في ذلك الوقت. ولا تضم القائمة التي يطالب الكثيرون من مسئولي الزمالك باستبعادها وتسويقها شيكابالا فقط وإنما هناك محمود فتح الله قلب الدفاع الذي يعاني من تراجع حاد في مستواه رغم أنه يتقاضي من الزمالك سنويا ما يزيد علي الاربعة ملايين جنيه ومعه المدافع الأيسر محمد عبد الشافي الذي تراجع مستواه بشدة ويطالبه الكثيرون إما بالتجديد أو بتسويقه حتي لا يرحل بدون مقابل مثلما حدث مع إبراهيم صلاح وصبري رحيل وهو ما بات يخطط له اللاعب بالإضافة لخمسة لاعبين آخرين تضمهم قائمة المرشحين للاستبعاد. المثير أن الكثير من اللاعبين الذين تثور حولهم الشائعات بالاستبعاد بدأوا في إجراء اتصالات مكثفة مع الوكلاء للبحث عن عروض لهم للرحيل في فترة الانتقالات الشتوية حفاظا لماء الوجه وحتي لا يقللوا من قيمتهم الفنية في بورصة اللاعبين بصرف النظر عن أن بعضهم فشل في بداية الموسم في تدبير عقود احترافية له.