قال لي صديقي لماذا أنت هكذا تبرر للسلطة الحاكمة كل ما تفعل وقبل أن اجيبه بادرني بقوله أنه ليس إخوانيا ولكنه كان مع فكرة منحهم الفرصة كاملة لعلهم نجحوا. ومن منطلق هذا الحوار الخاطف وجدتني أسأل نفسي ما هي هذه الفرصة ومن الذي كان يمكن أن يمنحها للإخوان كي ينجحوا؟ خاصة أن الفرصة كانت في أيديهم وبالقطع هم ساهموا بقدر كبير في إضاعتها. وعدت أبحث عن صديقي وجدته قد تاه مني ولست أدري حرجا مني كي لا يضطر لمقاطعتي أو كراهيتي أم ماذا؟ وجعلت أتحدث إلي نفسي وكأني أحاسبها.. هل أخطأت عندما انحزت للناس وقلت إن دماء المصريين جميعا المهدرة خلال الأحداث السياسية العاصفة التي تمر بها مصر هي دماء مصرية سواء المعارض منها أو المؤيد. هل كان بي شطط عندما ناديت بحوار مجتمعي وبناء جسر من التوافق نعبر عليه صراعاتنا الدموية تحت مسميات عدة منها الصراع السياسي والخلاف علي فكرة الدين وصبغة الحكم ومدي منطقية الحكم الديني. كنت قد تحدثت عن فكرة التنوير وذلك المشروع الحضاري الذي ولد مع إرهاصات القرن التاسع عشر وشهدت الحياة الفكرية في مصر هامات وقامات عالية مثل الشيخ جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده والشيخ المراغي والدكتور عبدالحليم محمود بعد ذلك واستدللت بهم وبغيرهم من رجالات الفكر والتنوير في العصر الحديث بمصر وكيف أثروا الحياة في بلادنا وكيف كانت الخلافات الفكرية مدعاة للنهوض بمصر, أما نحن فخلافاتنا أضرت بالحياة السياسية والثقافية والدينية بمصر علي حد سواء. هل كان جموحا أو نوعا من الخرف السياسي أن طالبنا بالانحياز للمواطن المصري البسيط وتجاوز كل الخلافات دون أن نلتفت لمن تجاوز أو تجني لبناء مستقبل بلادنا وخلق نوع من الاستقرار والأمن المفتقد للشعب الذي دفع فاتورة غالية من أمنه واحلامه ومستقبله؟ يا سادة نحن مصريون جميعا ندين بالوطنية والولاء لتراب هذا البلد مجنبين أي انتماء آخر سياسي كان أو غير ذلك دون ولائنا لهذا البلد العظيم. ليتنا نتخلي عن ذلك الهوس السياسي الذي جعلنا نصارع بعضنا تحت ستار الديمقراطية وفكرة الجهاد تلك الفكرة الوهمية التي راح ضحيتها كثيرون وأريقت دماء المصريين علي أرض مصر بأيدي مصرية وبعد أن كانت دماؤنا الزكية ندفعها رخيصة فداء لتراب الوطن الغالي علي الجبهة في مواجهة العدو الصهيوني.. بعد هذا الشرف العظيم بتنا الآن نحرق بلدنا ونزهق دماءنا بأيدينا.. هل هانت علينا مصر.. هل نسينا تاريخنا وحضارتنا ولم يبق إلا أن نهدم المعبد علي رءوسنا جميعا؟ وعودة إلي صديقي الذي تاه عني أو ربما تهت عنه وددت لو قلت له ليس هناك من يملك الحق في أن يزايد علي غيره لا في وطنيته أو حبه لمصر وإننا جميعا نحبها كل بحسب ما يعرف وبقدر ما يستطيع.. قد نتوه. تتخبط الأفكار فينا.. لكننا أبدا لن نتخلي عن هذا البلد ولابد من أن نتفق علي بداية جديدة نخطو نحوها جميعا فنحن كلنا مصريون. رابط دائم :