الثانوية العامة هي الاداة التي يلمع من خلالها اي وزير يتولي حقيبة هذه الوزارة الجماهيرية ومن هنا يكون سعيه الدائم الي التحدث عن ثانوية جديدة أو نظام جديد فيتحدث الناس عن النظام وتهرول وراءه كاميرات القنوات الفضائية وبرامج التوك شو. ولو تابعنا كل احاديث الوزراء السابقين لوجدناها واحدة وتدور في دائرة واحدة وموضوع واحد يتحدث عنه كل وزير باسلوب خاص به والمحصلة التلاعب بمشاعر المواطنين لعدم وجود استراتيجية تعليمية محددة تكون الثانوية العامة جزءا منها فتارة يتحدث عن جزع مشترك للمرحلة بشقيها الفني والعام وآخر يتحدث عن الثانوية العامة كشهادة منتهية ومن يتحدث عن اختبارات القبول بالجامعات والغاء مكتب التنسيق والعديد من المشروعات التي يتحدث عنها الوزراء بدون نتائج محددة وملموسة. والاساس في ذلك يعود لاسباب كثيرة ومتعددة منها عدم وجود استراتيجية تعليمية لمصر بغض النظر عن الوزير الذي يعتلي كرسي الوزارة ويستمر في تنفيذ الاستراتيجية علي سنوات ولايتوقف المشروع بترك الوزير الوزارة وان تكون الاستراتيجية محددة المراحل الزمنية والميزانية المخصصة للتنفيذ ولكنها استراتيجيات للاستهلاك الاعلامي أو لتشكيل اللجان لتحصيل الاموال من خلال المكافات وبدلات الجلسات وهكذا. غياب الرؤية العلمية لتطوير التعليم المصري بحيث تبدا خطط التطوير من قاعدة المثلث وليس راسه والمقصود بالقاعدة مرحلتي رياض الاطفال والتعليم الاساسي والراس هي الثانوية العامة فاذا بدانا بالقمة دون وجود قاعدة قوية لانهار النظام باكمله لان القاعدة ضعيفة وهشة ويجب علي الوزارة الجديدة ان تضع استراتيجية لتطوير منظومة التعليم المصري تبدا برياض الاطفال خاصة انها وزارة انتقالية وظيفتها العبور بمصر الي مرحلة الامان وتقديم رؤية مستقبلية للحكومة التي ستعقب الانتخابات البرلمانية القادمة ويجب علي الوزير أن يعمل بمنطلق وطني وبهدوء شديد بعيدا ان طنطنة الاعلام التي تشتت الوزير وتحيده عن أهداف عمله. ومن الامور الهامة والخطيرة غياب الرؤية لدي الوزراء الذين يتولون وزارة التربية والتعليم ويجب علي اي وزير يتولي الوزارة ان يقدم رؤيته وخطة وزارته ذات الملامح المعروفة والمعلنة للراي العام بالجدول الزمني للتنفيذ ويتم اعلام الراي العام بكل مرحلة من الخطة الزمنية ولكن للاسف ياتي الوزير ويترك حقيبته ومحصلته صفر فانهار التعليم المصري وانهارت معه التنمية وتراجعت مصر عن اقرانها من دول العالم لان الاختيار يتم بشكل عشوائي وبدون شروط واضحة ومحددة في الذي يتولي الحقيبة الوزارية. وما دفعني للحديث عن ذلك ما لاحظته من تهافت الفضائيات علي اجراء احاديث مع الوزير الذي عقد مؤتمر صحفي حول القرار الوزاري المنظم للثانوية العامة الجديدة والعجيب والغريب انه لايوجد نظام جديد للثانوية العامة انما هو قرار وزاري لتحديد المواد التي يدرسها الطالب في كل شعبة من الشعب وعمليات انضباط الطلاب بالمدارس بعد موافقة مجلس الشعب المنحل علي عودة الثانوية العامة سنة واحدة وترك للوزير تحديد الاسلوب الدراسي وتنظيم العملية التعليمية وكان يجب أن يتبع الشكل الجديد للثانوية العامة مناهج جديدة تتمشي مع نظام السنة الواحدة ولكن الامر تم بشكل عشوائي وبقيت المناهج كما هي لم تتغير من عشرات السنين ولكن للاسف تحولت الثانوية إلي ثوب بالي مزقته أيادي المسئولين عن الوزير واطال الدكتور محمود أبو النصر أن يضع استراتيجية جديدة محددة الزمان والمكان والرؤية يعلنها للرأي العام ولا يعمل بنفس اسلوب الوزراء السابقين وينسي نغمة اننا في وزارة انتقالية نقضي ايامها بالطول والعرض وحتي لايقال عنه انه قبل الوزارة من اجل لقب وزير. رابط دائم :