تحولت منطقة محطة الرمل بالإسكندرية رمز الثغر الأشهر التي تأتي الوفود إليها من داخل وخارج المدينة, من رمز للجمال إلي حالة شديدة من التدهور والعشوائية وتراجع في الشكل والمضمون انعكس بصورة سلبية علي ارتياد الناس تلك البقعة السحرية من المدينة. وحول ذلك يقول هشام نوح القيادي بالحزب الاشتراكي المصري ان محطة الرمل فقدت جزءا كبيرا من رونقها وبهائها حيث كانت بالنسبة لنا ونحن اطفال نسخه نطل منها علي الروح الأوروبية للمدينة, واليوم توافرت لها كل خصائص المنطقة المنطقة العشوائية من حيث الازدحام المروري والباعة الجائلين وباعة الأرصفة ومتعاطي المخدرات والبلطجة والوقوف العشوائي للسيارات بشكل لافت للنظر مما يجعل محطة الرمل دائما مصابه بالشلل المروري. أما عبد العال إبراهيم( تاجر بمنطقة محطة الرمل) فيقول: إن حركة البيع والتجارة قد تأثرت كثيرا بسبب انتشار الباعة الجائلين الذين يتاجرون في السلع والمنتجات الصينية والمجهولة المصدر والهوية ولا نستطيع المنافسة, خاصة مع ارتفاع أسعار الكهرباء التي ندفعها ثمنا لإضاءة المحلات في ظل غياب تام لشرطة المرافق واصبح الزبون يأتي الي تلك المنتجات الموجودة علي الأرصفة ولا يقترب من المحلات والتي ملتزمه بايجار وضرائب وكهرباء وخلافه. فيما يري أحمد السيد( شاعر سكندري) أن محطة الرمل لها معالم حضارية فريدة حيث المباني الإيطالية الطراز والمناطق السياحية والشوارع التاريخية الشهيرة مثل شارع صفية زغلول وسعد زغلول والنبي دانيال كل ذلك يعاني من إهمال شديد ويجب ألا نغض الطرف عن منطقة بهذه القيمة فهي تحتوي علي مسرح سيد درويش وبيت الشاعر السكندري اليوناني كفافيس وما نشهده الآن لا ينم عن ايمان الدوله بدور الفن والحضارة والإبداع. أما إبراهيم مصطفي( بائع كتب بشارع النبي دانيال) فيقول: إن الشارع تغيرت كثيرا من معالمه الثقافية بعد أن كنا نبيع الكتب الثقافية لأكبر المفكرين والمثقفين المصريين والعالميين صرنا لا نبيع سوي الكتب الدراسية المستعملة مرة كل عام, وهذا أدي إلي تراجع أهمية سوق النبي دانيال, وهو ما يحتاج الي وقفة من وزارة الثقافة والمنظمات الثقافية بالاهتمام بالشارع وتطويره وأن تقوم مؤسسات الدولة الثقافية بإهداء بعض انتاجها من الكتب إلي أكشاك البيع بالمجان لترويج الفكر والثقافة لاسيما أن مخازن وزارة الثقافة تعج بالكثير من الكتب. ومن جهته يقول نائب الشوري السابق أحمد شعبان أن ميدان محطة الرمل هو قلب الإسكندرية ومن ارقي المناطق بها وقد أصابه ما أصاب شوارع الإسكندرية من تشوه حضاري الأمر الذي يتطلب تكاتف كل المؤسسات ورجال الأعمال والقوي السياسية لعودة الوجه الحضاري والتاريخي للإسكندرية. وأضاف شعبان أن ميدان محطة الرمل له قيمة رمزية في نفوس السكندريين سواء قديما أو مع ثورة30 يونيو حيث كان ملتقي الثوار ومقر الاعتصام الأكبر في الاسكندرية, مطالبا بضرورة تجميل الميدان وطلاء العمارات وإعادة أعمدة الإنارة التي تحطمت وتهشمت وإزالة التعديات من قبل الباعة الجائلين الذين احتلو المكان بالكامل.