التعليم المزدوج هو التعليم الفني الذي يعتمد علي المصنع والمدرسة في آن واحد بحيث يتم التدريس للطالب ثلثي الوقت بالمصنع والثلث بالمدرسة ويهدف هذا النظام الي تخريج الايدي العاملة الماهرة وما يحتاجه سوق العمل من مهن ورغم البدايات الناجحة للمشروع وإقبال الطلاب عليه ولكن تراجع بشكل كبير مما أدي إلي فشله والغاء الجانب الألماني المشروع لأسباب مالية وأخري تنفيذية وقد تسبب اهمال وزارة التربية والتعليم للمشروع وتم تحويل العديد من مدارسه من مشروع التعليم المزدوج( مبارك كول) إلي المدارس الحكومية الرسمية وتم تدميرها مثل كل شيء تم تدميره في مصر. ومن الاسباب التي دفعتني للحديث عن اهمية التعليم المزدوج في مصر مارأيته خلال زيارتي الاخيرة لاحدي المدارس الفنية بمدينة فرانكفورت الألمانية حيث الاهتمام بالتعليم المزدوج في المانيا واسلوب التدريس واختيار المعلمين ودورهم في دعم المدرسة ماديا من خلال الاتصال برجال الاعمال والمجتمع المدني إلي جانب دعم الادارة التعليمية ومقاطعة هيسن التي تتبعها المدرسة وأيضا من أسباب تطور المدرسة التعاون مع المؤسسات الصناعية والتي تدعم المدرسة من خلال التدريب الجاد داخل المصنع ومحاولة إفادة الطالب بأكبر قدر ممكن لصالح المجتمع الألماني والطالب نفسه الذي يستطيع ان يعمل في مكان بألمانيا في تخصصه بالشهادة التي حصل عليها من خلال تقرير المدرسة والمصنع الذي تدرب فيه إلي جانب أن التدريب العملي مقدس للطلاب ويعتمد علي ورش العمل والعمل الجماعي للطلاب في المشروعات التي يقدمونها للمدرسة إلي جانب المتابعة الصارمة من المجتمع للمدرسة والنفقات التي تقوم علي المواد الخام للتدريب العملي باعتبار المجتمع يتحمل حوالي أربعين في المائة من نفقات المدرسة من خلال التبرعات التي يقوم بجمعها محبو المدرسة من معلمين قدامي والمهتمين بشئون المدرسة في المجتمع والباقي تتحمله الادارة التعليمية والمقاطعة. ومن أسباب النجاح أيضا اختيار المهن والمناهج الخاصة بكل منها والتي يقوم بها المدرسون وتتحمل طباعتها الادارة التعليمية واعداد الفصول المدرسية لتناسب كل مهنة علي حدة والدراسة مجانية ويدخل الطالب الامتحان إذا اجتازه حصل علي المؤهل الذي يؤهله لسوق العمل, وما أثار اهتمامي بالمدرسة النظافة والالتزام والاهتمام بالطالب نفسيا واجتماعيا وعلميا حيث يوجد بالمدرسة اخصائي اجتماعي لحل مشكلات الطلاب الاجتماعية والنفسية الي جانب توفير الغذاء للطالب بسببب طول فترة التدريب والدراسة بالمدرسة والمدرسة بها13 معمل كمبيوتر و432مكانا يخضع لشبكة الكترونية ويقوم المدرس بالشرح بالاسلوب التقليدي مستخدما الطباشير والسبورة الذكية والبريجيكتور من أجل تحقيق الهدف التعليمي للطالب وان مثل هذه النوعية من المدارس يلعب دورا هاما في الحد من البطالة وتوفير الأيدي الماهرة التي تحتاجها أوروبا في ظل التطور التكنولوجي والصناعي في العالم. وما أثارني حقيقة ان هناك تآخي بين القاهرة فرانكفورت ومن ضمن شروط التاخي مجال التبادل التعليمي وهذا يمكن ان يتحقق علي مستوي القاهرة اذا فشلت الوزارة في ذلك وأتمني ان يعيد الدكتور محمود ابو النصر النظر في اتفاقية التعليم المزدوج حتي ولو أخذت اسما اخر لصالح مصر خاصة وهو يعلم جيدا قيمته لإحداث التنمية في مصر.