الفرجة علي قنوات ناشيونال جيوجرافيك متعة بصرية, وثقافة علمية, وسياحة مجانية في الغابات وفي عالم الحيوان, وقد أتيح لي, كزبون دائم أن أشاهد تلك الحلقة المثيرة عن لقطة نادرة تمكن من تصويرها بكاميرته الخاصة أحد السائحين في إحدي الغابات المفتوحة في كينيا. اللقطة لعجل جاموس صغير, نسبيا, ضمن قطيع من الجاموس البري كان يسير آمنا غير منتبه لعدد من اللبؤات يختبئ, متربصا, بين الحشائش, وما أن اقترب القطيع حتي اكتشف وجود الوحوش المتربصة الجائعة, وعلي الفور بدأت عملية الفرار, من الجاموس, والمطاردة من اللبؤات الجائع اللاتي تمكنت إحدها من القفز علي عجل صغير اختارته من بين القطيع حيث لحق بها بقية اللبؤات ومع تكتلها علي العجل وقع الجميع في نهر, وبدأ الصراع, العجل يحاول تخليص نفسه من أنياب اللبؤة, واللبؤة بمعاونة الأخريات, تحاول جره وسحبه خارج الماء إلي الشط, وهو يقاوم, وفجأة ظهر تمساح في الماء انضم بدوره لزمرة المشاركين في تلك الوليمة المرتقبة.. اللبؤات تشد العجل إلي البر, والتمساح يشده إلي الماء, والعجل الصغير يقاوم, إلي أن نجحت اللبؤات في شده للبر, وهنا فوجئنا بقطيع الجاموس, أهل العجل, يعود كله ليحاول تخليص العجل من فكوك اللبؤات, ودارت المعركة بين الأنياب والقرون, حتي تمكنت القرون من الانتصار في النهاية وهربت اللبؤات جميعا, وعددها ست, أمام الجاموس. المفاجأة المذهلة أن عجل الجاموس استعاد توازنه وهب واقفا, مترنحا قليلا, لكنه سريعا ما اندس بين القطيع مسرعا معه. هذه اللقطة وضعها مصورها علي موقعه علي النت فدخل علي الموقع أكثرمن عشرين مليون شخص, كما تقول مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك التي اشترتها, كما أن خمسين ألفا يدخلون الموقع كل يوم معلقين بآرائهم, ولعل الآراء جميعا قد اشتركت في تعليق واحد: إنه لا يأس حتي لو كانت كل الظروف تدعو لليأس. هناك دائما فرصة أخيرة, قد يسميها البعض الحظ, وقد يسميها البعض الإرادة, لكن علينا ألا نغلق الباب تماما مهما وقفت ضدنا كل الظروف. ** * هناك دائما في الأحداث الكثيرة, كحوادث الطائرات والسيارات وما أشبه, حيث لا يكون بين المصاب وتسليم الروح سوي شهقة. هناك دائما شخص ما مهمته إمساك يد المصاب طالبا منه بقوة وإلحاح ألا يفقد الوعي, وأن يتمسك بالحياة, فالحياة دائما مع هؤلاء الذين يحبونها رغم مرارة الأيام. [email protected]