انتهت انتخابات حزب الوفد بفوز د.السيد البدوي برئاسة الحزب, في منافسة اعترف فيها محمود أباظة رئيس الحزب بالنتيجة فور إعلانها, متكاتفا مع الفائز بتعهد استمرار وحدة الحزب تحت قيادته الجديدة. ما حدث ليس ممارسة أخلاقية كما قد يتصورها البعض, إنما هي أبلغ صور الممارسة الديمقراطية, التي يتم فيها تداول السلطة عبر صندوق الانتخابات بإرادة الناخبين, علي أساس واحد من أهم مبادئ الإنتخابات النزيهة وهو الإقرار بالنتائج. علي أي أساس انتهت تجربة الوفد ؟ البداية كانت في إتفاق الأطراف المتنافسة علي قواعد العملية الانتخابية و الإجراءات المطلوبة, مرورا بمدونة الأخلاق الدعائية, وانتهاء بيوم الاقتراع, كل ذلك في إطار اتفاق التزمت الأطراف المختلفة به نصا و روحا. ليست المسألة إذن في القواعد و ما تتضمنه من تفاصيل, وإنما في الالتزام بالنتائج أيضا, وهذا هو المهم, و هي نتيجة لها دلالات عديدة و عميقة, حتي لا ينتهي الأمر باختطاف النتائج لتحويل المجتمع وجهة أخري. وفقا للدستور المصري يجيز قيام رئيس الجمهورية بتكليف رئيس الحكومة بتولي المنصب, وهو ما يعني إمكانية تداول السلطة, لدي فوز حزب متنافس بالانتخابات و حصوله علي الأغلبية, فالنص إذن ليس المشكلة. المشكلة هي ضرورة اتفاق كل العناصر المتنافسة في الانتخابات علي تداول السلطة في إطار الدستور القائم و النظام العام, ليس قولا ولا من خلال وثيقة موقع عليها من كل الأطراف, وإنما من خلال نصوص برنامجية و ممارسة ذات مصداقية تؤكد الالتزام بنتائج الانتخابات و عدم الانقلاب علي الديمقراطية و الآخرين عقب الفوز بالأغلبية. أمام الأحزاب المصرية فرصة تاريخية, ليس للفوز بالاغلبية علي الأقل الآن- و إنما لوضع هذه القواعد محل التطبيق و الممارسة في الانتخابات المقبلة, و تشكيل سياج من حماة الدستور ضد المنقلبين عليه, من أجل صياغة ممارسة فكرة تداول السلطة في إطار الدستور و القانون. الأحزاب مطالبة بحماية الدستور و المكاسب الديمقراطية من الانقلابيين المعادين للحريات العامة. [email protected]