اكتشف مهرجان أفلام العالم في مونتريال, الذي تستمر دورته السابعة والثلاثون حتي الثالث من سبتمبر المقبل, الفيلم الروائي القصير الجديد مع إني أعرف أن النهر قد جف, الذي تشارك مصر في إنتاجه, والذي لا يعرف عنه أحد في مصر شيئا.عرض الفيلم أمس في القاعة رقم15 بسينما الحي اللاتيني بمونتريال في إطار قسم نظرة علي سينما العالم, الذي يعرض الأفلام الطويلة والقصيرة التي اختيرت للعرض خارج المسابقة في المهرجان, وسيقام له عرض آخر بنفس القاعة يوم السبت المقبل في الثانية وعشرين دقيقة ظهرا. الفيلم إنتاج مشترك بين مصر وفلسطين والمملكة المتحدة, وأخرجه الشاب المصري البريطاني عمر روبرت هاملتون, وهو يروي قصة رجل يعود إلي فلسطين بعد أن قاده اختيار مصيري إلي أمريكا لسنوات طويلة, ويستعرض أزمته بين مستقبل ابنه وماضي أخيه. يقوم ببطولة الفيلم, الذي تم إنتاجه من خلال حملتي تمويل عن طريق الإنترنت جمعتا29 ألف دولار, كل من: قيس ناشف, الذي شارك في بطولة الفيلم الشهير الجنة الآن, ومايا أبو الحياة وسلوي نكارة, وقد عرض في المسابقة الرسمية بمهرجان روتردام2102. كما تشارك مصر بالفيلم التسجيلي عن يهود مصر(96 دقيقة), للمخرج أمير رمسيس, في قسم نظرة علي سينما العالم التسجيلية, حيث تقام للفيلم ثلاثة عروض بقاعات سينما الحي اللاتيني في مونتريال: يوم الجمعة المقبل(30 أغسطس2013) في العاشرة صباحا, وفي الأول والثاني من سبتمبر المقبل في الرابعة وأربعين دقيقة عصرا والعاشرة صباحا علي الترتيب. يرسم أمير رمسيس في الفيلم بورتريه شديد الخصوصية لمصر ما قبل عام1952, من خلال شهادات عدد من مواطنيها اليهود الذين أجبروا علي مغادرتها والتنازل عن جنسيتها قبل أو بعد هذا التاريخ, والمقيمين حاليا في الخارج, في باريس تحديدا, بالإضافة إلي مصدر واحد( ألبير آري) لا يزال يعيش في القاهرة بعد أن رفض مغادرة مصر وأصر علي أن يدفن في البلد الذي ولد فيه. ويستكمل رمسيس البورتريه بشهادات وآراء مجموعة من المصادر من غير اليهود هم: الدكتور محمد أبو الغار,مؤلف كتاب يهود مصر: من الازدهار إلي الشتات, والباحث عصام فوزي, والراحل أحمد حمروش, عضو تنظيم الضباط الأحرار, والدكتور رفعت السعيد, رئيس حزب التجمع,وعلي نويتو من جماعة الإخوان, التي اتهمت بالضلوع في تفجيرات محلات وممتلكات اليهود المصريين إبان حرب فلسطين. ويبدو واضحا من شهادات اليهود, الذين يقدمهم الفيلم, أن روح التسامح التي كانت تسود مصر في تلك الأيام البعيدة السعيدة لم تكن فقط حرصا من أبناء كل طائفة علي التعايش في سلام ومحبة مع الطوائف الأخري, بل كانت أسلوب حياة يتبعه معظم المصريين من دون تصنع ولا ادعاء.. وعلي سبيل المثال, تقول إيزابيل دوبوتون, التي تعمل حاليا ممثلة في باريس, إن أسرتها في مصر كانت تحتفل مع جيرانها المسلمين والمسيحيين بكل أعياد الأديان الثلاثة حتي يظل الجميع في حالة بهجة وسعادة لأطول فترات ممكنة علي مدار العام, وليس لأي اعتبارات أخري.