فاطمة رفقة باري فتاة من سيريلانكا تعيش مع أسرتها في أمريكا. فاطمة المولودة مسلمة قررت التحول للمسيحية, ففي عصر حريات الأفراد والسماوات المفتوحة والأفكار التي تنتقل بحرية تتقلب القلوب وتتغير الأمزجة. تركت فاطمة منزل أسرتها وولاية أوهايو التي ولدت وتربت فيها, وانتقلت إلي ولاية أخري خوفا من غضب الأهل. شغلت قصة التحول الديني لفاطمة وهروبها من منزل الأسرة الصحافة المحلية في أمريكا لبعض الوقت. كان ذلك قبل عامين, ولكن الصحافة عاودت الاهتمام بالفتاة بعد أن أصيبت بسرطان يهدد حياتها. أشياء عدة استوقفتني في قصة فاطمة. استوقفتني تعليقات كثيرة اعتبرت السرطان الذي أصابها نوعا من العقاب الإلهي بسبب تخليها عن الإسلام, وكأن السرطان لا يصيب المسلمين, أو كأنه أصاب الحالات الكثيرة لمسلمين قرروا التحول لدين آخر. الدفاع عن الإسلام لا يحتاج إلي الترويج للخرافة, بل أن اللجوء للخرافة يمكن أن يمثل ضررا بالغا بالإسلام. استوقفتني السن الصغيرة لفاطمة التي تحولت عن الإسلام وهي مازالت مراهقة, حتي أنها لم تبلغ الثمانية عشر حتي الآن. حق الإنسان في الاعتقاد الحر يجب أن يكون مكفولا, لكني لا أظنه ينطبق علي الأولاد والبنات في هذه السن المبكرة. في أغلب بلاد الدنيا يحدد القانون الثامنة عشرة أو الواحدة والعشرين سنا للرشد لا يحق للمراهقين قبله التصويت في الانتخابات, أو التصرف في أموالهم وممتلكاتهم. بعض المجتمعات, ومن بينها مصر, تمنع زواج البنات حتي سن السادسة عشرة والأولاد حتي يبلغوا الثامنة عشرة. القانون لا يعتبر المراهقين أشخاصا كاملي الأهلية حتي يصلوا لسن معين, وأظن أن تغيير الديانة من ضمن الأشياء التي يجب أن يمنعها القانون علي صغار السن. سمعت هذه الفكرة لأول مرة من النشط القبطي المصري مايكل منير, وأظنها فكرة لامعة, تحفظ للدين قدسيته, وتجنب المجتمعات فتنة تترتب علي تصرفات مراهقين لا يقدرون عواقب اختياراتهم. فاطمة ترقد الآن في المستشفي بلا دعم من أهل تخلت عنهم. المؤيدون الكثيرون الذين وقفوا مع فاطمة في محنة انتقالها من الإسلام للمسيحية لم تجدهم بجانبها في محنة المرض. المراهقون المفتونون بأفكار سمعوها أو قرأوها لا يمكنهم إدراك الأبعاد الاجتماعية العميقة للانتماء الديني ولصلة الرحم ولعمق العلاقة بين الأهل. علي القانون حماية المراهقين من الشطط وحماية المجتمع من الفتن عبر إصدار تشريع يمنع تنقل المراهقين بين المعتقدات.