هل يسيطر سعدان علي المجموعة أم يتكرر سيناريو الجنرالات من جديد؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه علي المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان عن قيادته لمحاربي الصحراء في المونديال الافريقي. سعدان عاني منذ التأهل الي المونديال من ترشيحات بالجملة لمديرين فنيين أجانب لمشاركة ادارة المباريات.. وأيضا رفض الابتعاد عن منصبه أو مشاركة خبير له في العمل. علاقته برئيس اتحاده محمد روراوة مثيرة للجدل, فالاخير لم يكن يريد سعدان مديرا فنيا للجزائر وكان يخطط في يونيو2009 لاقصائه حال التعادل مع مصر في البليدة لكن تغيرت كل خططه بعد الفوز وقتها.. ولروراوة تدخل دائرة في سياسة سعدان.. والمدرب الجزائري يدخل المنافسات للمرة الثانية في تاريخه.. حيث سبق له قيادة الجزائر في مونديال المكسيك عام1986 حيث مشاركة غير ناجحة أكد خلالها الرجل انه عاني من تدخلات جنرالات المؤسسة العسكرية في اختيارات اللاعبين وتحديد هوية التشكيل الاساسي.. ويأمل الا يتحول روراوة الي جنرال مدني يتدخل في عمله عند بدء المونديال. الولاية الحالية هي المرة الخامسة التي يشرف فيها سعدان علي تدريب منتخب بلاده بعد1982 عندما كان مساعدا لمحي الدين خالف ثم أعوام1986 و1999 و2004. ويلجأ الاتحاد الجزائري دائما الي سعدان لقيادة المنتخب في أصعب الفترات وتحديدا بعد فشل المدربين الاجانب في مهامهم علي راس الادارة الفنية للخضر. ويعتبر سعدان من أفضل المدربين العرب وسيصبح أول مدرب عربي وإفريقي يقود منتخب بلاده في3 نسخ من نهائيات كأس العالم, علما بأنه كان صانع تأهل منتخب الشباب الي مونديال1979 في الارجنتين وقاده الي الدور ربع النهائي قبل أن يخسر أمام الأرجنتين المضيفة وأسطورتها ديبجو أرماندو مارادونا. ولفت سعدان الانظار مع الجزائر في مونديال1982 في اسبانيا عندما تغلب الخضر علي المانيا الغربية2 1 وتشيلي3 2 وخسر أمام النمسا صفر 2, ولولا المؤامرة الشهيرة للاخيرة مع المانيا لكان أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور الثاني. استلم سعدان مهامه كمدرب عام1985 وقاد الجزائر الي مونديال1986 في المكسيك وقدم فريقه مستوي جيدا لا يقل عن المستوي المشرف الذي قدمه عام1982 حيث تعادل مع إيرلندا الشمالية وخسر أمام البرازيل بصعوبة صفر 1 لكنه انهار أمام اسبانيا. وعاد سعدان للاشراف علي الجزائر عام1999 لكن لفترة قصيرة لخلافات مع المسئولين, قبل ان يعول عليه مرة أخري في يوليو2003 ونجح في قيادة الجزائر الي أمم افريقيا في تونس حيث بلغ ربع النهائي. ولجأ الاتحاد الجزائري للمرة الخامسة الي سعدان في أكتوبر2007 خلفا للفرنسي جان ميشال كافالي الذي كان يتولي هذه المهمة منذ مايو عام2006 وأقيل من منصبه بعد فشله في قيادة الجزائر الي نهائيات كأس الامم الافريقية في غانا2008, فكان المدرب المحلي عند حسن ظن المسئولين وحقق أهدافهم حتي المستحيل منها وهو التأهل الي المونديال بعدما كانت مصر مرشحة بقوة لخطف البطاقة بالنظر الي عروضها الرائعة في الاعوام الاخيرة وإسقاطها أعتي المنتخبات الافريقية خصوصا كوت ديفوار والكاميرون. وشكل سعدان منتخبا شابا وواعدا يضم عموده الفقري الحالي كريم زياني ونادر بلحاج وعنتر يحيي ومجيد بوقرة وعبد القادر غزال ورفيق صايفي وغيرهم. ولقي سعدان نجاحا كبيرا مع الاندية التي أشرف علي تدريبها خصوصا الرجاء البيضاوي المغربي عندما قاده لأول القابه المحلية عام1980, وأول القابه القارية عندما توج بلقب مسابقة دوري ابطال افريقيا علي حساب مولودية وهرانالجزائري عام1989, ثم وفاق سطيف الذي قاده الي لقب دوري ابطال العرب الموسم الماضي. ولد سعدان في منزل متواضع مجاور لملعب سفوحي بحي السطا في3 مايو1946 من عائلة تنحدر من منطقة العنصر بالميلية ولاية جيجل, ونظرا لقربه من الملعب تعلم فنون اللعبة علي أرضيته واستطاع التوفيق بين معشوقته المستديرة ومساره الدراسي. وكان سعدان تلميذا نجيبا وحصل علي عرض للانتقال إلي الولاياتالمتحدةالامريكية للتأهيل في إحدي المدارس المختصة في اعداد الطيارين, إلا أنه رفض العرض ليبقي في عالم كرة القدم.