لو كان الأمر مؤامرة كما يدعي فلول الإخوان.. شاركت فيها أجهزة سيادية.. وليس خيانة مرسي وجماعته للبلد الذي يأويهم ولا يعرفون قدره ولا معني الوطنية أو الإنتماء إليه.. فضع نفسك مكان من دبرها وقل لي ماذا تفعل؟! العقلية التآمرية تقول أنك لو كنت مكان هذه الأجهزة وترغب في التخلص من مرسي فالحل بسيط ولا يحتاج كل ما جري. ولد من المندسين المزروعين في صفوف التيارات المتشددة, ويعملون لصالح الأجهزة الأمنية.. يتولي اغتيال الرجل بطلقة رصاص.. بعد توفير الظروف الملائمة للحادث لتبدو طبيعية..!! بعدها يتم القبض عليه ويعترف مبررا جريمته بأن مرسي في نظره كافر ولا يطبق شرع الله كما وعد.. بل جدد تراخيص أصحاب الرايات الحمر( كباريهات شارع الهرم).. ورفع الضرائب علي الخمور بدلا من منعها.. وبذلك صار قتله واجبا شرعيا..!! طبعا يكتمل الأمر بمحاكمة عادية ويحكم علي القاتل بالإعدام.. وينفذ صوريا.. ويحصل الفاعل علي شخصية جديدة وما يكفيه للعيش بقية حياته ملكا في أي دولة يريد بما فيها مصر ذاتها. أو حتي تغدر الأجهزة بعميلها المندس بين المتشددين وتعدمه فعلا لغلق الملف نهائيا. ليس هذا هو المهم.. الأهم أن ما سيحدث سيجعل كرسي الرئاسة خاليا بلا ضجيج أو اتهامات لأجهزة أو غيرها.. فتصبح الانتخابات الرئاسية أمرا طبيعيا.. والناس طبيعي كارهه الإخوان وأم الإخوان. بعدها ينفرط العقد حبة حبة.. بعد أن يسقط الإخوان وتوابعهم في تلك الانتخابات بسبب الفشل الذريع للرئيس الراحل( مرسي يعني لو كانوا فسحوه). ويتولي الرئيس الجديد الأمور في البلاد.. فيوقف قطار الأخونة. ثم تجري انتخابات برلمانية.. تحجم الناس فيها عن انتخاب تيارات العنف والمتاجرة بالدين.. فلا يصوت لهم إلا أنصارهم.. فيعودوا أقلية طبقا لحجمهم الحقيقي. هنا يمكن للأغلبية الجديدة أن تدعوا لتعديل الدستور أو حتي كتابة دستور جديد. يلغي المدعوق مجلس الشوري.. مصطبة أحمد فهمي وشركاه من تنابلة الإخوان. ويجعل الانتخابات فردية.. لأن مصر ليست فيها أحزاب. بل مجرد مجموعات أصحاب مصالح يتجمعون تحت يافطة والسلام. وحتي الأحزاب التي كان لها تاريخ.. يرأسها اليوم شماشرجة من أسسوها, ومن كانوا يقدمون لنا كصحفيين الشاي والقهوة عندما كنا نذهب لإجراء حوارات مع أسيادهم أقصد رؤساءهم في الحزب..!! لكن الجرائم التي ارتكبها تنظيم البرسيم الدولي وفرعه في مصر.. كانت أكبر من أن يصبر عليها شعب بأكمله.. فضلا عن أجهزته السيادية الوطنية التي توحدت مع إرادة هذا الشعب. تلك الجرائم هي ذاتها الحبل الذي لفوه حول عنقهم. ومهما سقط بعض الموهومين في مسرحية المتاجرة بالدين الفاشلة.. أو اشتعل غضب المرعوبين من عودة أمن الدولة لمطاردتهم, والذين يجب طمأنتهم علي أن أحدا لن يقبل لهم ظلما مرة أخري.. فإن الأيام كفيلة بكشف العملاء.. الذين في أحسن الأحوال.. سيكونون تآمروا مجانا مع الغرب وأعداء هذا البلد( كما اعتادوا عبر تاريخهم) من أجل الوصول لكراسي السلطة. أما مسألة خدمتهم للدين فأستحلفكم بالله أن تقولوا الحق ولو لمرة واحدة وأنتم تجيبون عن هذا السؤال: هل كان وضع الدين أفضل قبل سنة1928 أم في عشرات السنين التي جاءت بعدها..؟! بطريقة أخري: هل كان المصريون سنة1928 في حاجة لجماعة تدعوهم للإسلام.. أم أن أوضاع الإسلام والمسلمين ازدادت سوءا منذ نشأت هذه الجماعة..؟! معقول في زمن كانت كل النساء ترتدي فيه البرقع واليشمك وهما يشبهان النقاب إلي حد بعيد.. والرجال لا يفرطون في صلاة الجماعة.. كانت مصر في حاجة لجماعة تدعوها لصحيح الدين.. وهي تعيش صحيح الدين واقعا..؟! أم أن أعداء مصر أرادوا أن يزرعوا فيها بذور الشقاق.. بزرع جماعة تفرق بين المسلمين بقصر الإسلام علي من ينتمون إليها فقط..؟! لا تشغل بالك بعد ذلك بمن تفرعوا عنها من جماعات وفرق.. لكن اشغل بالك بالفرق بين وضع الإسلام والمسلمين قبل ظهور عصابة الإخوان وبعد ظهورها. لأن كل التشرذم الذي تلاها خطط له من نجح في زراعتها داخل جسد الأمة. ولن أحدثك عن قول رسول الله صلي الله عليه وسلم, أن الأمة ستتفرق علي73 شعبة كلهم في النار إلا واحدة.. وأن في مصر اليوم علي الأقل30 شعبة منها.. كل واحدة تزعم أنها الناجية..!! لكن أذكرك بقوله صلي الله عليه وسلم: ليس منا من دعا إلي عصبية, أو من قاتل من أجل عصبية, أو من مات من أجل عصبية أو كما قال. واسأل نفسك بعدها: أليس في انضواء جزء من المسلمين لجماعة كذا.. وتيار كذا.. دعوة لعصبية..؟! أليست حروب البلتاجي وصفوت حجازي والعريان وأمثالهم.. قتالا من أجل عصبية..؟! الم يسبوا ويذموا ويخونوا شيوخا خدموا الدين أكثر منهم ألف ألف مرة لمجرد أنهم لم ينضموا لعصبتهم..؟! لقد زرع أعداء المسلمين جماعة في جسد الأمة أسموها الإخوان المسلمين.. لتمزيق جسد الأمة وتشتيها.. فاحذر أن تكون واحدا من72 شعبة توعدها رسول الله بنار جهنم. طرف الخيط: البرادعي مشتق من البردعة التي يجلس عليها راكب الحمار. والحمار قد يملك قراره أحيانا فيتمرد علي راكبه.. لكن البردعة لا تملك إلا الإنصياع لمن يركبها..!!