أتحدث اليوم عن أسرار وكواليس المادة232 الخاصة بالعزل السياسي والتي تنص علي منع قيادات الحزب الوطني المنحل من ممارسة العمل السياسي والترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية لمدة عشر سنوات من تاريخ العمل بالدستور ويقصد بالقيادات كل من كان في الخامس والعشرين من يناير2011 عضوا بالامانة العامة للحزب الوطني المنحل او بلجنة السياسات أو بمكتبه السياسي او كان عضوا بمجلس الشعب او الشوري في الفصلين التشريعيين السابقين علي قيام الثورة هذه المادة كان هناك سبق اصرار وترصد من جميع اعضاء الجمعية التأسيسية من التيارات الاسلامية علي وضعها في الدستور وانها مادة حاسمة ولاتنازل عنها لأي سبب من الاسباب. وقبل الحديث عن اسرار وكواليس هذه المادة أقول ليذهب الي الجحيم اي عضو أو قيادة من الحزب الوطني المنحل طالما ثبت عليه ومن خلال احكام قضائية نهائية وباتة أنه من الفاسدين الذين اجرموا في حق مصر ولتبق كل قيادة وطنية مخلصة اعطت وتفانت حبا وعشقا في مصر وأما اسرار وكواليس هذه المادة فترجع الي برلمان2012 الذي جاء عبر انتخابات حرة ونزيهة لم تشهدها مصر من قبل وذلك كان في مقدمة ثمار ثورة25 يناير عندما اتفق جميع اعضاء مجلس الشعب من التيارات الاسلامية علي وضع تشريع يمنع قيادات واعضاء الحزب الوطني المنحل من ممارسة العمل السياسي وتم الاتفاق علي الا يتقدم بهذا التشريع اي عضو من اعضاء الاخوان او السلفيين وتقدم بهذا التشريع عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط المحبوس حاليا احتياطيا وبأغلبية كاسحة وافق مجلس الشعب علي التشريع ولكن المحكمة الدستورية العليا اكدت عدم دستوريته وبسرعة دارت مشاورات داخل الهيئتين البرلمانيتين لحزبي الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين والنور السلفي وتم الاتفاق آنذاك علي وضع مادة في الدستور للعزل السياسي لقيادات واعضاء الحزب الوطني المنحل. وكان من أسباب ذلك الامر الصورة السيئة لعدد من اعضاء التيارات الإسلامية خاصة في أمور خطيرة هزت صورة الإسلاميين أمام الرأي العام المصري ومن هذه الأمور علي سبيل المثال ما أثير من علاقة بين احد نواب التيارات الاسلامية بإحدي الراقصات وقيام النائب نفسه باجراء عملية تجميل في انفه ولكنه كذب وقال انه تعرض لحادث ودخل علي ماأثير المستشفي للعلاج كما ان هناك احد اعضاء التيارات الاسلامية تم ضبطه في وضع مخل مع فتاة في أحد الطرق داخل سيارته إضافة الي مخالفات اخري خطيرة ارتكبها امثال هؤلاء النواب وبالتالي تخوفت احزاب التيارات الاسلامية من خسارة مقاعدها داخل البرلمان. وغدا نواصل الحديث حول نفس الملف.