لا أدري ما عدد الوجوه التي يحتمل أي شخص تبديلها خلال حياته, فالأصل في الأشياء أن يثبت المرء علي موقف محدد طالما ادعي أنه صاحب قضية, أما أن يبدل القناع الذي يضعه علي وجهه كلما جد جديد, فهذا يؤكد أنه لا صاحب قضية ولا لديه مبادئ, ولا يحزنون. وهذا الكلام ينطبق علي الكثيرين في مصر ممن كانوا يساندون حكم الرئيس الأسبق مبارك قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير2011, وبين عشية وضحاها خرجوا علينا في ثوب الثوار واعتلوا المنابر ليهاجموا ولي نعمتهم الذي كثيرا ما تمسحوا علي أعتابه واستفادوا من قربهم منه بعد زوال دولته, ثم أطالوا ذقونهم وارتدوا الجلابيب القصيرة مع وصول جماعة الإخوان المسلمين إلي الحكم. هم رجال كل العصور الذين يأكلون علي كل الموائد, ولا يستحون. أجدني مضطرا لضم الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة علي جائزة نوبل المشبوهة إلي قائمة أصحاب الأقنعة المتعددة. فمنذ أيام جاءت إلي مصر علي متن طائرة للانضمام إلي الإخوان المسلمين في اعتصامهم في رابعة العدوية, ونددت بثورة30 يونيو واعتبرتها انقلابا علي الشرعية. وبعيدا عن انتفاء حقها في التظاهر والتدخل في الشأن المصري بصفتها مواطنة يمنية المولد والجنسية, أتصور أن من المهم جدا كشف موقفها السابق من حكم الجماعة والمسجل في تغريدات عديدة علي حسابها علي تويتر والذي جاء فيه: نجح الإخوان خلال عام في تدمير سمعة مصر والقضاء علي قوتها الناعمة التي جلبتها ثورة يناير, وهي الآن تعاني من عزلة مطلقة, ما الفشل إن لم يكن هذا؟ فشل الإخوان الذريع تمثل في أنهم يواجهون الجميع عوضا عن التوافق مع الجميع كما كان يفترض, فأضاعوا مصالح مصر وقوتها, وهي في عزلة تامة كعزلتهم. لو كانت حركة الإخوان في مصر حركة ديمقراطية لأطاحت بمكتب الإرشاد ومعهم الرئيس مرسي لفشلهم الذريع في إقامة تحالفات. الشرعية الثورية في التحرير وهي أقوي وأعظم من أي شرعية. هذا جانب من تغريدات توكل علي الإنترنت التي تكشف موقفها الذي كانت تتبناه من الجماعة قبيل ثورة30 يونيو, والذي يختلف بالكلية عن موقفها الجديد بعد الإطاحة بحكمهم الذي دعت إليه, فهل من وصف لتوكل كرمان التي بدلت قناعتها مثلما تبدل حذاءها أقرب من كونها ناشطة للإيجار؟ هي مجرد نموذج فج لمن لا يريدون لمصر أن تتقدم إلي الأمام..فتدبروا أمركم يا آل رابعة والنهضة.