في الآونة الأخيرة زاد العنف والقتل في الاعمال الدرامية بدرجة كبيرة وأصبح البطل الرئيسي في عدد من المسلسلات أما نصاب أو قاتل محترف أو تاجر مخدرات وغيرها من النماذج السلبية التي ليس بالضرورة أن يكون نتيجة إجرامها في النهاية عقاب رادع, ويري عدد من صناع الدراما والنقاد أن هذا نتيجة لما يحدث في الواقع. وقال المخرج محمد النقلي الذي لم يخلو مسلسله الشك من بعض مشاهد العنف والقتل, أن كل شخصية فيها الخير والشر والفيصل في النهاية هو الطرقة التي تقدم بها, مشيرا إلي أن حاول التخفيف من حدة هذه المشاهد لأنه لايميل للعنف وخاصة أن الجمهور مل من مشاهد العنف التي نراها في الواقع بشكل يومي في نشرات الأخبار وبرامج التوك شو وربما تكون أكثر قسوة مما يظهر علي الشاشة في الأعمال الدرامية. وأضاف أن كل عمل له وجهة نظر وهدفه حتي من خلال تقديمه لهذه النماذج من الشخصيات, ورسالة يريد توصيلها للمشاهد, بالإضافة إلي أن المجتمع مليء بالشخصيات السلبية وربما يكون تقديمها وسيلة لعلاج السلبيات ويلفت نظر الناس إلي ضرورة تغيير انفسهم. وأيدته الكاتبة مريم ناعوم قائلة أن الناس من الممكن أن تراجع نفسها عندما تواجها سلبياتها علي الشاشة, مؤكدة أنها تختلف مع من يقول أن العنف علي الشاشة يولد عنفا في الشارع وأن الناس تتعلم من الدراما بل علي العكس كتاب الدراما يأخذون من الشارع ومن الناس بمعني أن العنف ظهر في أعمالهم لأنهم يعبرون عما يحدث في الشارع المصري. وأضافت أن العنف موجود أصلا في المجتمع ومنذ فترة طويلة, نافية تماما أن تكون الأحداث المتتابعة في الشارع المصري هي التي فجرت العنف, مؤكدة أن الشعب المصري يعاني منذ سنوات العنف الداخلي لأنه شعب مقهور لذلك يحاول كل فرد فيه ممارسة العنف علي الأضعف منه. وأشارت إلي أن كل كاتب يقدم العنف بطريقته وهناك نوعان الأول العنف الخارجي مثل مسلسلات الأكشن والإثارة والعنف الداخلي الذي تحب تقديمه ويظهر في آخر أعمالها موجه حارة وهو الذي يمارسه الأشخاص ضد بعضهم البعض وبحثهم عن نقاط الضعف للضغط, مؤكدة أن ضعف الشخصيات هو الذي يسمح بممارسة العنف ضدهم. وقال الكاتب محمد سليمان مؤلف اسم مؤقت إن النماذج التي تظهر في المسلسلات الآن لانستطيع أن نسميه بطل وإنما هو مضاد البطل علي اعتبار أنها نماذج سلبية لكنها موجودة منذ فترة طويلة في الدراما وليست وليدة المرحلة الحالية, عادل أمام علي سبيل المثال قدم شخصية النصاب المرح في أحلام الفتي الطائر منذ سنوات طويلة وتعاطف معها الجمهور, مشيرا إلي أنها لايعتبر ظهور هذه النماذج السلبية شئ سئ وإنما إيجابي لأنه دليل علي كسر أسطورة سيطرة النجم علي العمل فقد كان أغلب النجوم يرفضون الظهور في أدوار سلبية خوفا من كره الجمهور لهذه الشخصيات وتأثير ذلك علي صورتهم. وأضاف أن الشخصية تقدم طبقا لما تحتاجه الدراما وليس طبقا لما يريده النجم, مؤكدا أنه لايعتقد أن العنف في مسلسلة مبالغ فيه وإنما هو في إطار العمل حيث أن الشخصية الرئيسية قاتل محترف وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك بعض مشاهد العنف فالموضوع يفرض علينا نوعا معينا من التناول والمهم تقديمها بشكل فني, مضيفا أن العنف في الدراما لايقارن بأي حال من الأحوال بكم العنف والمشاهد الحقيقية التي نراها في الشارع الآونة الأخيرة. وقالت الناقدة ماجدة خير الله أن الشارع المصري هو الذي ترك تأثيره علي الدراما, فعالم العصابات والإجرام موجود في الشارع أكثر من الدراما والتليفزيون, نافية أن تكون النماذج السلبية مثل تجار المخدرات ظهرت في الدراما الآن فقط مشيرة إلي أن هناك الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية القديمة التي قدمت هذه الشخصيات. أما عن فكرة وجود عقاب رادع لهذه النماذج في المسلسلات فأشارت إلي أن لايمكن أن نعتب علي كتاب الدراما في ذلك طالما أن من قتل وسحل في المواقع لايعاقب علي جرائمة فكيف يعاقب في الدراما التي من المفترض أنها تعبر عن المجتمع.