ومرور الإنسان بكل هذه المراحل الدنيوية كما حددها القرآن الكريم والتي بدأت بالمراحل الثلاثة داخل الرحم بكل تبعاتها المادية والمعنوية وتشكيل الجنين بشكل مبدع ومتقن بعد سكون الروح فيه ثم خروجه إلي الدنيا وحدود الدائرة الثانية وفيها يعيش فترة الطفولة والمراهقة والتي تستغرق العشرين سنة الأولي من حياته في وجود التعليم المستمر فكريا وذهنيا مع وجود الخلل النفسي والفسيولوجي وعدم إنضباط مادية جسمه وروحه إلا بقدر قدرته علي السيطرة والتحكم فيها. وتعتبر المرحلة الذهبية من عمر الإنسان هي الفترة الزمنية من سن العشرين إلي سن الأربعين وفيها ينعم بالصحة والهافية ويكتمل نضجه العقلي والذهني وتستقر جوارحه ويعرف معني الحياة. قال تعالي:( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتي إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلي والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين) الأحقاف15 وفي رمضان الكريم بالإضافة إلي خلق الإنسان من تراب حتي وصوله بالمرحلة الزمنية الثانية من عمر الأربعين إلي عمر الستين يشعر الإنسان بالإستقرار المادي والمعنوي ولكنه يبدأ بالتدريج في فقدان صحته فتتكاثر عليه الأمراض من كل حدب وصوب فيفقد الإنسان المال الذي جمعه في الفترة الذهبية من حياته ويبدأ بالتدريج في الإقتراب من الأخرة المتمثلة في الدائرة الثالثة المرتبطة برباط وثيق بالدائرة الثانية قال تعالي:( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفي من قبل ولتبلغوا أجلا مسمي ولعلكم تعقلون) غافر67. وفي الدائرة الثانية من عمر الدنيا تعني أن أقدار الله سبحانه تتابع الإنسان وتلاحقه في نومه وصحيانه وفي حركاته وسكناته وفي ذهابه وإيابه بل وفي نموه وأنتقاله من مرحلة إلي أخري وفيه يمتليء الإنسان بالأمل في الدنيا ومفعما بالرجاء في عفو الله ورحمته ويمضي قدما في مسيرة الحياة التي لايدري متي تنتهي في سن الطفولة والفتوة والمراهقة أم في سن البلوغ والشباب والرجولة أم في سن الكهولة والشيخوخة وأرذل العمر ولكنها الأقدار تدوره حيث تشاء ويدور هو معها رعما عن أنفه في كل الأوقات إلا إذا كان علي يمين الله الرحمن الرحيم القوي العزيز الحكيم الغفار. رابط دائم :