سلطت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الامريكيتان اليوم السبت الضوء على مظاهرة الجمعة المليونية التي شهدها ميدان التحرير أمس واعتبرت الصحيفتان أن تدفق الإسلاميين إلى الميدان في أكبر مظاهرة يشهدها منذ رحيل الرئيس السابق مبارك ليس إلا استعراضا للقوة واظهارا لمدى قدرتهم على التنظيم. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الانترنت أن تدفق مئات الآلاف من الاسلاميين إلى ميدان التحرير للمشاركة في مظاهرة أمس الجمعة جاء لاستعراض قوتهم مما أظهر استمرار الاضطراب في مصر وكشف عن انقسامات كبيرة بين طوائف الشعب المصري. أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الوضع في مصر عقب الثورة لايزال غير واضح، مشيرة إلى أن الاسلاميين هم القوة الأكثر تنظيما في مصر. أعرب العديد من النشطاء السياسيين عن مخاوفهم من أن استعراض القوة الذي حدث بالأمس قد يضعف من قوة القوى العلمانية التي ساعدت وساهمت بشكل أو بآخر في اندلاع الثورة وهم أيضا منقسمون فيما بينهم وغير مستعدين للمنافسة في الانتخابات البرلمانية. ولفتت الصحيفة غلى أنه بعد أيام من المفاوضات بين القوى السياسية جاءت مظاهرة الجمعة كعرض للوحدة الوطنية. أوضحت أن العشرات من النشطاء الليبراليين تجمعوا داخل خيمتهم بالميدان وظهر على وجوههم الوجوم وقاموا بالهتاف ضد المشير محمد حسين طنطاوي غير أن هتافهم سرعان ما اختفى. ومن جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير بثته على موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت ان مظاهرة الاسلاميين التي اعتبرتها الاكبر من نوعها منذ رحيل مبارك تعد بمثابة أحد الاختيارات التي تم وضعها امام المصريين للاختيار بين ما ستخلص اليه الحالات العديدة التي تشهدها البلاد ما بين سيطرة العلمانيين أو الاسلاميين أو الليبراليين. أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه على الرغم من تسمية جمعة الامس بجمعة "الوحدة" إلا أنها أظهرت انقسامات كبيرة بين صفوف القوى السياسية، حيث ان معظم من شارك في هذه المظاهرة يتبع الجماعة السلفية وايضا جماعة الاخوان المسلمين الاكثر اعتدالا من السلفية والعديد من الاشخاص الذين يقدسون الدين ويدعون الى تشكيل حكومة دينية. وقالت أن جمعة الوحدة اظهرت القدرة التنظيمية الكبيرة للاسلاميين التي من شأنها أن تساعد وتساهم بشكل كبير في تحديد نتائج الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في شهر نوفمبر القادم. ولفتت الى أن الاحزاب الاسلامية -التي طالما طالبت بتطبيق الشريعة الاسلامية- قد قاطعت المظاهرات الاخيرة التي شهدتها مصر إلا أن قادة الاسلاميين قرروا النزول هذه المرة بعد أن رأوا محاولة المجلس العسكري وبعض السياسيين الليبراليين إجراء تعديلات دستورية لجعل مصر دولة علمانية في سرية وهدوء.