تحل بعد غد الأربعاء 27 يوليو الذكرى الثالثة لرحيل المخرج العالمى يوسف شاهين، حيث رحل عن عمر 82 عامًا يوم الأحد 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادى للقوات المسلحة بالقاهرة، بعد دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من ستة أسابيع. وتمنى يوسف شاهين أن يكون حيا عندما تقوم ثورة فى مصر، حيث كان يخرج إلى الشارع بنفسه فور علمه بوجود مظاهرات فى شارع عبدالخالق ثروت بجوار نقابتي المحامين والصحفيين المجاورتين لمكتبه. ومن خلال متابعته للمظاهرات البسيطة التى كانت تحدث ومنها مظاهرات، كمظاهرات حركة كفاية التى ظهرت فى عام 2004 استوحى فى عام 2007 فكرة فيلمه الاخير "هى فوضى"، وقدم صورا للاحتجاجات والمظاهرات فى العديد من أفلامه ومنها فيلم "إسكندرية ليه" ولم يكن يوما مجاملا لنظم الحكم بل حارب كثيرا من خلال آرائه السياسية ومن خلال أفلامه الظلم الواقع على السينمائيين وعلى البسطاء. وكان ليوسف شاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبدالرحمن الشرقاوي. كما كان شاهين معارضًا للرئيس الراحل أنور السادات. بل قدم أعمالا صادمة كشف فيها عن رؤيته للفساد السياسى، كما هو الحال فى فيلم "العصفور" سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد. كما أثارت معظم أفلامه جدلا واسعا وتنوعت في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي - الأرض - عودة الابن الضال - إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل - جميلة - وداعاً بونابرت - إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل - باب الحديد - الاختيار - فجر يوم جديد. ولم يكن من المخرجين المهتمين بالكم، حيث لم يقدم طيلة حياته سوى 37 فيلمًا روائيًا طويلا وخمسة أفلام قصيرة. بدأ شاهين مشواره بعد عودته من الخارج بفيلم "بابا أمين" عام (1950)، وبعد عام واحد شارك فيلمه "ابن النيل" (1951) في مهرجان كان، ثم توالت نجاحاته ليصبح الإسم الأكثر شهرة وتأثيرا بين المخرجين العرب. وبمناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية شكل مركز الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية عام 2006 لجنة فنية مؤلفة من النقاد أحمد الحضرى، كمال رمزى وسمير فريد لاختيار أهم 100 فيلم مصري روائي طويل ممن تركوا بصمة واضحة خلال هذه المسيرة الطويلة واختيرت سبعه من أفلامه ضمن هذه القائمة وهي: صراع في الوادى، باب الحديد، الناصر صلاح الدين، الأرض، العصفور، عودة الابن الضال وإسكندرية ليه تمر الذكرى الثالثة للراحل يوسف شاهين دون أن تلقى اهتمامًا من قطاعات الفنون كوزارة الثقافة أو حتى وسائل الإعلام والفضائيات والتليفزيون المصرى.