تحل اليوم الجمعة ، الذكرى السنوية الرابعة لوفاة المخرج الكبير يوسف شاهين، حيث رحل عن عالمنا فى فجر يوم الأحد 27 يوليو عام 2008 بمستشفى المعادى للقوات المسلحة بالقاهرة، و الذي كان معروفاً بأعماله المثيرة للجدل ، وبرباعيته السينمائية التي تتناول سيرته الذاتية (إسكندرية... ليه؟ - حدوتة مصرية - إسكندرية كمان وكمان - إسكندرية - نيويورك) ، وذلك بعد صراع طويل مع المرض . حيث بدأ صراع شاهين مع المرض حين أصيب ، في مساء يوم 15 يونيو 2008، بنزيف متكرر بالمخ، وفي يوم 16 يونيو 2008 دخل شاهين في غيبوبة ، وأدخل علي آثرها إلى مستشفى الشروق بالقاهرة. وطالب خالد يوسف الذي أخرج مع شاهين فيلم "هي فوضى..؟" أخر أعماله ، باستئجار طائرة خاصة لنقل شاهين إلى فرنسا أو بريطانيا لتلقي العلاج ، و تم نقل شاهين علي متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلي باريس ، حيث تم إدخاله إلي المستشفي الأمريكي بالعاصمة الفرنسية، ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر . وأقيم ل " شاهين " قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثوليك بمنطقة العباسية بالقاهرة ، ودفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه ، وأقيم العزاء يوم 29 يوليو في مدينة السينما بالقاهرة ، وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ب " المدافع عن الحريات ". الجدير بالذكر أن الإسم الحقيقي له هو "يوسف جبرائيل شاهين"، والذي ولد لأسرة مصرية من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأم من أصول يونانية وأب من أصول كاثوليكية لبنانية ، هاجر إلى مصر في القرن التاسع عشر، وكمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين . وقالت الفنانة " محسنة توفيق " في إحدى الحوارات عن " شاهين " على الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة إلا أن أسرته كافحت لتعليمه ، حيث كانت دراسته بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، والتي حصل منها على الشهادة الثانوية. بعد اتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولاياتالمتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي (پاسادينا پلاي هاوس ) ليدرس فنون المسرح. وكان ل " شاهين " آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و 1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي ، كما كان شاهين معارضا للرئيس حسني مبارك ، وكذلك لجماعات ما يسمى "الإسلام السياسي" . وأتضحت آرائه في عدد كبير من أفلامه كفيلم "باب الحديد" الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمراة العاهرة، وفيلم "العصفور" سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد. كما أثار فيلم المهاجر عام 1994 غضب الأصوليين لانه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام. كما تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي - الأرض - عودة الابن الضال - إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل - جميلة - وداعاً بونابرت - إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل - باب الحديد - الاختيار - فجر يوم جديد. ومن أشهر أقوال شاهين هي : " حين أستعرض مشواري مع السينما المصرية بكل سلبياته وإيجابياته.. وبكل ما قدمت من إضافات وبكل ما حصلت عليه من عذابات.. أستطيع القول إنني أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وأن رحلتي مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها " . وقال " إذا أردنا أن نعرف الفنان الملتزم فهو الذي يتقبل مسؤوليات اختياره بسلبياته وإيجابياته " .