قال الكاتب الأمريكي ستيفان ساليسبيري إن الدعاية المضادة للإسلام لم تعد بالتكتيك الانتخابي الناجح، فقد أظهرت نتائج انتخابات مجلس النواب الأمريكي العام الماضي أن كل محاولات المرشحين للتركيز علي نغمة التهديدات الإرهابية المتخيلة التي يشكلها الإسلام للغرب ومحاولاتهم لربط المسلمين الأمريكيين بالإرهابيين والأصوليين قد فشلت. أضاف استيفان في مقاله المنشور اليوم علي بصحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية أن الأمريكيون الآن يتعلمون فيما يبدو ما ساد لدي الأوروبيون لعقود من أن سب الإسلام يكسبك مزيداً من الأصوات كما كتب الصحفي الأمريكي سكوت مور في تعليقه علي الممارسات الانتخابية في 2010 للمرشحين لمجلس النواب الأمريكي ولكن الزمن قد تغير بحسب ستيفان. وستيفان سالسبيري كاتب أمريكي متخصص بالثقافة آخر كتبه عن "اشباح محمد: قصة أمريكية عن الحب والخوف في أرض الوطن". ويأتي مقاله الآن في الوقت الذي بدأت فيه ماكينة الدعاية الإعلامية الأمريكية المضادة للإسلام في استعمال نفس الأسلوب مرة أخري لكسب الأصوات استعداداً لانتخابات الرئاسة الأمريكية في 2012 ولكنه يحذر من أن ذلك الأسلوب سيفشل كما فشل في 2010 وسيتسبب في مزيد من الاغتراب لقطاعات واسعة من الناخبين المسلمين الأمريكيين. كان العديد من المرشحين لمجلس النواب الأمريكي في 2010 قد أنفقوا جزءاً من وقتهم بحسب ستيفان في سب الإسلام وتقريعه والقول بأن المساجد هي ساحات يعبر فيها المسلمون عن انتصارهم في تحقيق أهدافهم الإرهابية ولكن تلك الدعاية لم تأت بنتائج إيجابية. ويكشف سالسبيري عن أن العديد من الأصوات العالية المضادة للإسلام قد خسرت في سباق الانتخابات وعدد الذين فازوا منهم فازوا بهامش ضئيل للغاية، ويري أن نظرة متأنية علي مشهد انتخابات 2010 يبين أن استعمال "الإسلاموفوبيا" ورهاب الأجانب في الدعاية الانتخابية قد تجذب الانتباه لمرشح ولكنها لن تجلب له الفوز. ويعطي الكاتب مثالاً ب"ريك لازيو" مرشح الحزب الجمهوري عن نيويورك وأحد منافسيه "كارل بالادينو" الذين استغلوا قصة بناء المركز الثقافي الإسلامي قرب مكان برجي مركز التجارة العالمي المنهارين واستعملوا القضية في دعايتهم الانتخابية وقالوا إن واتهموا ممولي المشروع بعلاقات مع حماس واستغلوا الفرصة للهجوم علي الإسلام وانضم إليهم عشرات من رموز الحزب الجمهوري ك"ريك سانتروم" و"ميشيل باكمان" المرشحين المحتملين لرئاسة الولاياتالمتحدة عن الحزب الجمهوري. ولكن الانتخابات أثبتت شيئاً آخر فقد خسر كل من لازيو وبالادينو الإنتخابات وتكرر هذا في ولاية تينيسي أوكلاهوما فلوريدا وانديانا حيث سقط معظم من استخدموا الدعاية المضادة للإسلام، ويستدرك سالسبيري بالقول ليس كل من كانوا ضد الإسلام خسروا الانتخابات ولكن من فازوا كانوا يعتمدا في برامجهم الانتخابية علي شيء آخر غير تلك الدعاية. ويرجع ستيفان هزيمة هؤلاء المرشحين إلي حقيقة أن الأغلبية الساحقة من الجمهور الإنتخابي الأمريكي أصبحت تري في الدعاية المضادة للإسلام من جانب المرشحين تشتيتاً للأنظار عن القضايا والمشكلات الحقيقية الضاغطة علي المجتمع الأمريكي.