يحيي العالم بعد غد اليوم العالمي ل "أمنا الأرض" 2016 تحت شعار"الأشجار من أجل الأرض"، حيث يهدف إلي زراعة 7.8 مليار شجرة خلال الخمس السنوات المقبلة، وعبارة "أمنا الأرض" هي عبارة شائعة في عدد من البلدان والمناطق، يراد بها كوكب الأرض وتجسد الترابط القائم بين البشر وغيرهم من الكائنات الحية والكوكب الذي نسكنه جميعا. ويفقد هذا الكوكب حالياً أكثر من 15 مليار شجرة كل عام أي 56 فدانًا من الغابات كل دقيقة، وتساعد الأشجار في مكافحة تغير المناخ، فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون الفائض والضار من الجو، وفي الحقيقة، فإن مساحة هكتار من الأشجار المزروعة تمتص نفس النسبة من ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها قيادة سيارة عادية لمسافة 26 ألف ميل؛ كما أن الأشجار تساعدنا في تنفس الهواء النقي حيث تمتص الأشجار الروائح والغازات الملوثة، من مثل أكاسيد النتروجين والأمونيا وثاني أكسيد الكبريت والأوزون، وتنقي الهواء من الجزيئات بحبسها في أوراقها. كما تساعد الأشجار في التصدي لفقدان الأنواع الحية، عندما نزرع النوع الصحيح من الأشجار، فإننا في الحقيقة نتصدى لفقدان الأنواع الحية، فضلا عن أننا نتيح موئلا متصلا ببعضه البعض في المناطق التي تنقطع فيه الغابات عن بعضها بعضا، وتساعد الأشجار أيضاً المجتمعات على تحقيق استدامة اقتصادية وبيئية طويلة الأجل فضلا عن أنها تتيح الغذاء والطاقة ومصادر للدخل. وقد أقيم أول احتفال بيوم الأرض في عام 1970 بالولايات المتحدةالأمريكية ونظمته شبكة يوم الأرض، والهدف هو توسيع وتنوع الحركة البيئية على الصعيد العالمي لحشد الجهود لبناء بيئة مستدامة وصحية، وللتصدي لتغير المناخ ولحماية الأرض من أجل أجيال المستقبل. كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت في قرارها 63/278 في 22 أبريل 2009 اعتبار يوم 22 أبريل بوصفه اليوم الدولي ل "أمنا الأرض" حيث يخصص للنشاطات البيئية للفت الانتباه إلى مشاكل البيئة التي تعاني الكرة الأرضية بهدف معالجة أسباب ونتائج تلك المشاكل. ويعزز اليوم الدولي لأمنا الأرض وجهة نظر عن الأرض باعتبارها الكيان الذي يحافظ على جميع الكائنات الحية الموجودة في الطبيعة. والاحتفاء بهذا اليوم هو تكريم للأرض ككل ولمكاننا فيها. ويتزامن الاحتفال بيوم الأرض هذا العام مع مراسم توقيع اتفاق باريس لتغير المناخ، التي نظم في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، واعتمدته 196 دولة في إطار اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ في أثناء مؤتمر كوبنهاجن21 الذي عقد في 12 ديسمبر 2015 ، وفي هذا الاتفاق وافقت البلدان على العمل للحد من زيادة درجات الحرارة عن درجتين مئويتين والعمل بجد على عدم تجاوز زيادتها درجة ونصف الدرجة المئوية على اعتبار الأخطار المهولة القائمة، وتجري مراسم التوقيع في أول يوم لفتح باب التوقيع، مما يعني أن هذه هي الخطوة الأولى نحو ضمان دخول الاتفاق حيز التنفيذ القانوني في أسرع وقت ممكن. وتشير دراسة نشرت مؤخرا أن عدد الأشجار على الأرض يبلغ قرابة 3 تريليونات شجرة، أي بمعدل 400 شجرة لكل شخص، وأشارت الدراسة التي أجريت بناء على بيانات الأقمار الصناعية إلى أن هذا يعني أن عدد الأشجار على كوكب الأرض يفوق عدد النجوم في مجرة درب التبانة. وأوضح تقرير "مؤشرات التنمية في العالم 2016"، كيفية تغيير غطاء الأشجار على مدى ربع قرن مضى، حيث فقد العالم نحو 1.3 مليون كيلومتر مربع من الغابات منذ العام 1990، أي ما يعادل مساحة تزيد على مساحة دولة جنوب إفريقيا، وأن ما تبقى من غابات يغطي ثلث اليابسة على الأرض، وهذا يعني أنه منذ عام 1990 كان العالم يفقد مساحة من الغابات تقدر بحوالي 1000 ملعب كرة قدم كل ساعة. وأضاف التقرير أن مساحة الغابات على الأرض في بداية القرن 20، بلغت 50 مليون كيلومتر مربع قبل أن تنحسر إلى 40 مليونا جراء الطلب على الأشجار والأوراق، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الأراضي الصالحة للزراعة. ويلاحظ أن توزيع الغابات على مستوى العالم غير متساو. ووفقا للتقسيم الإقليمي والقاري توجد في منطقة أمريكاالجنوبية والبحر الكاريبي ثاني أكبر نسبة من الغابات على مستوى العالم بعد منطقة أوروبا وآسيا الوسطى، حيث تبلغ مساحة الغابات فيها حوالي ربع إجمالي مساحة الغابات على مستوى العالم. وخسرت قارة أميركا اللاتينية وحدها خلال هذه الفترة ما مساحته 10 % من الأراضي التي تغطيها الغابات في القارة، أي أنها فقدت منذ العام 1990 نحو 970 ألف كيلومتر مربع من مساحة غاباتها. غير أنه في العام 2012، تمت حماية أكثر من 14% من أراضي العالم على المستوى الوطني و10 % من المياه الإقليمية على مستوى العالم، إذ خصصت العديد من الدول نسبة من أراضيها ومساحاتها البحرية كي تكون مناطق محمية للحفاظ على الموائل وأنواع النباتات والحيوانات التي تعيش في تلك الأراضي المحمية.