تعد مشكلة توظيف خريجي الجامعات هاجسًا يشغل اهتمام جميع أفراد المجتمع خصوصًا مع تزايد خريجى التعليم الجامعي بأعداد كبيرة، وبما أن البشر هم الثروة الحقيقية لأي مجتمع؛ لما لهم من مقدرة على مواجهة تحديات العصر ومعالجتها، فينبغي أن تكون هناك آلية جديدة من جانب الجامعات المصرية للوصول إلى حل أمثل لتوظيف الخريجين. ومن هذا المنطلق تلقى باب "قضية اليوم" ب"بوابة الأهرام" فكرة من الدكتور حسن عتمان المستشار العلمي والتكنولوجي لجامعة المنصورة ورئيسها السابق يقول فيها: أقامت الجامعة ملتقى لتأهيل وتوظيف الخريجين، وتم التنسيق خلاله مع العديد من شركات ومؤسسات القطاع الحكومي والخاص في جميع المجالات لتنظيم معرض داخل الحرم الجامعي للسعي وراء توظيف الخريجين وتأهيلهم للعمل وفقًا لتخصصاتهم ومجال دراستهم، وتخصيص مكان لكل شركة داخل المعرض لتقديم عروض وظيفية تتناسب مع طبيعة تخصص ودراسة الخريج، وإقامة حوار فعال بين الخريج المتقدم للوظيفة ومسئولي الشركات للتعريف بأنشطة الشركة وتوضيح أهدافها، وأسلوب العمل بها والمعايير المطلوبة لشغل الوظيفة والمزايا الوظيفية المتوافرة، والمهام والمسئوليات التي سيكلف بها الخريج عند تعيينه، كما تم أيضًا عرض عينات من منتجات هذه الشركات ونماذج من أعمالها وإنجازاتها بهدف استقطاب وتحفيز الخريجين بمختلف التخصصات العلمية، حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات المناسبة لوظيفتهم، وبالقطع سيقع الاختيار على الخريج المتميز ذى الكفاءة العالية والقدرة المتميزة. أما بخصوص الخريجين الذين لا يملكون الخبرة والمهارة الكافية، فيمكن تأهيلهم وفقًا للتخصص باجتياز دورات تدريبية تحت إشراف جهة التوظيف، وبالتنسيق مع الجامعة حتى يكونوا مؤهلين للعمل بها وامتلاك أدوات تطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم. وحيث إن شعار الملتقى هو «وظفني.. شكرًا»، فقد قام د.أسامة أبوالنصر المدرس بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة المنصورة بتصميم تطبيق هاتف محمول كنافذة لخريجي الجامعة على الشركات الفاعلة في سوق العمل، حيث يمكن تحميل التطبيق مجانًا من متجر تطبيقات «الأندرويد»، ليكون متاحًا لجميع الخريجين، ويسمح التطبيق للخريج باستعراض الوظائف المقدمة من الشركات، والتى تشمل المجال الهندسي والتكنولوجي، والمجال الطبي والصيدلي، والمجال التربوي، ومجال الإدارة والتسويق، ومجال السياحة والضيافة، والمجال الرياضي، والمجال الزراعي، ومجال السكرتارية والعلاقات العامة، وغيرها، كما يسمح التطبيق للخريج باختيار المجال الوظيفي الأقرب لتخصصه، وبتقديم طلب توظيف بتسجيل بياناته وسيرته الذاتية، ومن ثم نستطيع بناء قاعدة بيانات تربط بين الخريج الراغب فى التوظيف والوظائف المقدمة من الشركات الفاعلة فى سوق العمل. أيضا يتيح التطبيق للخريجين وطلاب السنوات النهائية تفاصيل الندوات المقامة على هامش انشطة الملتقى، والتي تهدف لتأهيل شباب الخريجين على معايشة بيئة وظروف سوق العمل، وسيتم من خلال هذا التطبيق تحديث قاعدة بيانات الوظائف المقدمة من الشركات بمجرد توفير فرص توظيف جديدة ليكون الخريج على اتصال مستمر مع سوق العمل. ونحسب أن هذه الفكرة سوف تكون مثمرة، لو أن وزارة القوى العاملة نسقت مع مختلف الجامعات والشركات في هذا الصدد، والكرة الآن في ملعب محمد سعفان وزير القوى العاملة.