يشهد التاريخ اليوم بدء حقبة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوبا، حيث يقوم الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى وقت لاحق اليوم الأحد بأول زيارة لرئيس أمريكى لكوبا بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أواخر عام 2014. وتعد هذه الزيارة التى وصفت "بالقصيرة"، زيارة تاريخية لكونها تأتى بعد عقود طويلة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا، على خلفية تدهور العلاقات بين البلدين بشكل جذري عقب الثورة الكوبية عام 1959، والتى أحدثت نوعًا من الحساسية والتوتر، حيث لم تقم أمريكا علاقات دبلوماسية مع كوبا، وفرضت حظرًا اقتصاديًا يحرم عليها التعامل والتعاون مع كوبا. أسباب أخرى تصبغ على هذه الزيارة صفة "التاريخية"، إلى جانب كونها أول زيارة لرئيس أمريكي في السلطة منذ ما يقرب من 90 عامًا، ومن تلك الأسباب أنها تأتى قبل بضعة أشهر من ترك أوباما السلطة فى الولاياتالمتحدةالامريكية، حيث حرص على تأكيد التزامه قبل الرحيل إزاء إقامة مسار جديد للعلاقات الأمريكية الكوبية وربط الشعبين الأمريكي والكوبي من خلال توسيع نطاق السفر بين البلدين والتبادل التجاري وحرية المعلومات، الأمر الذى أوجد بعض المعارضة فى صفوف الديمقراطيين والجمهوريين الأمريكيين. ومن المقرر أن يتم عقد قمة أمريكية كوبية بين الرئيس أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو، يتم خلالها بحث سبل دعم العلاقات التجارية والشعبية بصورة يمكن أن تساهم في تحسين الأحوال المعيشية للكوبيين، ولهذا فإن الزيارة تحظى بمباركة وتأييد أعضاء المجتمع المدني ورجال الأعمال ومختلف طوائف الشعب الكوبية لتوقعهم أنها ستحقق انتعاشه اقتصادية نتيجة ما تم إحرازه من تقدم بعد تطبيع العلاقات بين البلدين قبل عامين. العلاقات الأمريكية الكوبية، انتقلت من الحرب إلى التطبيع على عدة مراحل، تضمنت، لقائين بين الرئيس أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو في أبريل الماضي خلال اجتماعات قمة الدول الأمريكية في بنما وفي سبتمبر الماضي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعقبها زيارات غير رسمية لمسئولى البلدين، ثم مناقشة اتفاق بين هافانا وواشنطن على استئناف العلاقات، أعقبه رفع العلم الامريكى فى أغسطس عام 2015 بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حيث قام أفراد من مشاة البحرية الأمريكية برفع العلم فوق السفارة فى هافانا للمرة الأولى منذ 54 عامًا في إشارة رمزية لبدء حقبة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين خصمى الحرب الباردة. وشارك ثلاثة جنود متقاعدين من البحرية كانوا هم من أنزلوا العلم من فوق السفارة في عام 1961 في المراسم وسلموا علمًا جديدًا لأفراد فرقة المراسم الذين رفعوه أمام مبنى السفارة المطل على الشاطئ في هافانا، وأقيمت المراسم بعد ثمانية أشهر من اتفاق هافانا وواشنطن على إعادة العلاقات وبعد 4 أسابيع من استئناف الولاياتالمتحدةوكوبا علاقاتهما الدبلوماسية ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في السفارتين. واليوم تجمع المصالح المشتركة مرة أخرى الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوبا، كما جمعتهما قبل ظهور الحركات الاستقلالية، فلطالما اقترحت أمريكا شراء جزيرة كوبا في العديد من المرات، مكتسبة مكانة نافذة اقتصاديًا وسياسيًا في هذه الجزيرة، وكان لها نصيب الأسد من الاستثمارات الخارجية في كوبا، كما أنها كانت تسيطر على مجموع الصادرات والواردات فيها، وكانت أيضًا كانت داعما أساسيًا لعلاقاتها السياسية.