دعا الدكتور هادي بن علي إليامي رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان "لجنة الميثاق" إلى تضافر الجهود العربية من أجل إعلاء الكرامة الإنسانية لشعوب المنطقة. جاء ذلك في الكلمة التى ألقاها أمام الندوة التي نظمتها اللجنة العربية لحقوق الإنسان، تحت شعار"الكرامة الإنسانية للجميع" بمناسبة اليوم العربي لحقوق الإنسان الذي يوافق 16 مارس من كل عام. وشدد اليامى على أن الاحتلال والإرهاب والفقر والجهل هي صور تصادر الكرامة الإنسانية وتمنع المواطن العربي من التمتع بالقيم الإنسانية السامية التي أكدت حقه في حياة كريمة على أسس الحرية والمساواة والعدالة بين البشر. ولفت إلى أن الاحتفال بهذا اليوم يأتي تكريمًا للإنسان في الوطن العربي وللتذكير بحقوقه وحرياته، كما يأتي للتذكير بالجهود العربية المشتركة في تعزيز واحترام حقوق الإنسان والتي تكللت بإصدار الميثاق العربي لحقوق الإنسان ودخوله حيز التنفيذ. وأوضح "إليامي" أن عدد الدول التي صادقت على الميثاق العربي لحقوق الإنسان وصل حتى الآن 14 دولة عربية وقد تلقت اللجنة منذ تأسيسها وحتى الآن 10 تقارير من الدول العربية الأطراف وأصدرت ملاحظاتها وتوصياتها بشأن 8 منها. وأشار الى أن المنظومة العربية قطعت شوطًا مهمًا في مجالات وتعزيز واحترام حقوق الإنسان ، لكن يظل أمامها مهام كبيرة، معربًا عن ثقته في قدرة وإمكانات الدول عبر الجامعة العربية على تعزيز فعالية المنظومة الإقليمية لحقوق الإنسان على الرغم من كل الظروف المضطربة التي تمر بها بعض الأوطان العربية أو الأحداث الدامية التي تشهدها المنطقة العربية. ونوه بأن الدين الإسلامي جاء ليؤكد أصالة الكرامة الإنسانية حيث راعت المباديء الإسلامية أن الإنسان أكرم الخلق أجمعين وأنه يحمل الأمانة العظمى وأنه مستخلف عن الله سبحانه وتعالى في الأرض ليعمرها، وليقيم الموازين بالقسط ، مستشهدًا بقوله سبحانه وتعالى "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرممن خلقنا تفضيلاً". من جانبه أكد رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان محمد بن سليمان الراشدي الأهمية الكبيرة لحماية وتعزيز حقوق الإنسان العربي في مفهومها الشامل والمتكامل وتأكيدًا لمباديء ميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأحكام العهدين الدوليين للأمم المتحدة بشأن الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مع الأخذ في الاعتبار الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي يمثل ركيزة أساسية من ركائز النظرة الشمولية في الأوطان العربية وإعلان القاهرة الخاص بحقوق الإنسان في الإسلام . ونبه الراشدي إلى ضرورة أن تثبت الدول ذات الأنظمة الحديثة في دساتيرها موضوع الكرامة الإنسانية كأساس ضمن حقوق الإنسان لتصبح القوانين كلها تحت هذه الكرامة الإنسانية.