لمجرد أنه كتب تعليقًا على الفيس بوك ينتقد فيه تصريحات دونالد ترامب المرشح للرئاسة في أمريكا بشأن المسلمين، فإن السلطات الأمريكية اعتقلت الطالب المصري عماد الدين علي محمد نصر السيد، وعمره 23 عامًا. ويدرس عماد الدين في أكاديمية الطيران بأمريكا، أما العبارة التى كتبها فتقول "لو قتلت هذا الرجل لن يهمني أن أسجن مدى الحياة، وسيشكرني العالم"، وهو كلام لا يقارن أبدًا بتصريحات ترامب الرسمية التى تبنى فيها خطابًا معاديًا للمسلمين والعرب، داعيًا إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، وعدم استبعاده إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمسلمين، ومزاعمه بأن العرب احتفلوا في نيوجيرسي بسقوط برجي مركز التجارة العالمي في أحداث سبتمبر عام 2001. ووفقًا لوثيقة قدمتها الحكومة إلى محكمة الهجرة، فإن مدير أكاديمية الطيران أليكس خطيب هو الذي تحدث إلى "إف بي أي" عن البوست في الثالث من فبراير الماضي، وقدمت المباحث الفيدرالية بعدها المعلومات إلى الخارجية الأمريكية وجهاز الخدمة السرية، وبعد ثلاثة أيام من نشر عماد البوست، توجه عميلان من جهاز الخدمة السرية إلى أكاديمية الطيران، واستجوباه لمدة ساعتين، وسألاه عن خلفياته، وما إذا كان على صلة بأي جماعات إرهابية. وبعد مغادرة عميلي جهاز الخدمة السرية، حذف عماد البوست، وبعدها قام العميلان بتفتيش شقته وممتلكاته وسيارته وجهاز اللاب توب الخاص به، وبعد أسبوع تم إبلاغه بأن الخارجية الأمريكية ألغت تأشيرته الدراسية، ومن الأفضل له أن يغادر البلاد، مع أنه ليست هناك اتهامات جنائية يمكن تقديمها ضده، وكل ما فعلوه هو إلغاء تأشيرته، والمطالبة بترحيله إلى مصر، وأمره الآن موكول إلى محكمة الهجرة لتحدد ما إذا كان لديه أساس قانوني للبقاء في الولاياتالمتحدة، أم لا؟ فهل هناك بلطجة أكثر من ذلك؟ فالولاياتالمتحدةالأمريكية التى تتشدق دائمًا بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان تكيل بمائة مكيال، وها هي حكاية عماد تفضحها وتفضح كل من يرتكبون الجرائم في حق الإنسانية التي لا حديث لهم إلا عنها، وهي منهم براء.