أثارت المواقف السياسية للكاتب ماريو فرجاس يوسا جدلا كبيرا في الندوة التي أقامها المركز القومي للترجمة مساء أمس ( الخميس ) بقاعة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة بمناسبة فوز الكاتب ماريو فرجاس يوسا بجائزة نوبل في الآداب لهذا العام. وتحولت الندوة الى منصة لمحاكمة يوسا ،ففي الوقت الذي أعتبره الدكتور حامد أبو أحمد أستاذ الادب الأسباني بكلية الألسن " كاتبا مناضلا في وجه الديكتاتورية في بيرو " ودعا كتاب مصر إلى تمثل مواقفه السياسية ، أكد المترجم طلعت شاهين أن يوسا ليس الا "مناصرا لأمريكا التي ساندت كل ديكتاتوريات أمريكا اللاتينية " ،وذكر الحاضرين بدعم ماريو فرجا يوسا اللا محدود للحرب التي شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها على العراق في العام 2003 . وقال شاهين المتخصص في أدب أمريكا اللاتينية إن يوسا إعتقد أن الخلاص من صدام حسين هو موقف داعم للديموقراطية بينما كان في جوهره مخلصا لولائه التام للويالات المتحدة الاميكية التي وقفت وراء ترشيحه لرئاسة " بيرو " عام 1990 ،وبالرغم من هذا الدعم فشل في الوصول على منصب الرئاسة . وفي مقابل الاختلاف على مواقفه السياسية اتفق المشاركون على القيمة الفنية الكبيرة لاعمال يوسا بوصفها من كلاسيكيات الأعمال الادبية العظيمة ودافع حامد أبو أحمد عن أعمال يوسا التي وصفها كتاب مصريون في تصريات لبوابة الاهرام عقب اعلان فوزه بنوبل ب" الأعمال التجارية التافهة " . وقال أبو أحمد "ماريو فرجاس يوسا ليس كاتبا هينا وإنما له رؤية وموقف جمالي ،ومن المؤسف أن تستقبل أعماله من قبل كتابنا بقدر سلبي متهما هؤلاء الكتاب ب"عدم المعرفة والجهل ،لأنهم لم يقرأوا أعماله التي تؤكد أنه كاتب باحث عن العدالة والديموقراطية ، وحقوق الآنسان . وقال : كتابنا ليس لهم موقف من مجتمعهم .كما أنه لا توجد لدينا ثقافة حقيقية ولا صحافة ثقافية قادرة على توعية الناس برموز الأدب العالمي " . وهاجم أبو أحمد الكاتب محمد البساطي بالإسم ، وأكد أنه وغيره من الكتاب وبسبب جهلهم دفعوه لاعتزال العمل النقدي على سبيل الاحتجاج فهم " لا يستحقون أن يكتب عنهم أحد ، لأنهم بلا موقف " غير أن نادية جمال الدين ، اختلفت مع ايمان أبو أحمد بثورية يوسا وقالت " يوسا كتب أعماله في نقد الديكتاتورية وهو خارج البلاد وهذا لإنصاف كتابنا وعدم تحميلهم ما فوق طاقتهم " وتطرقت إلى موقفه السلبي من حرب العراق فقد بدأ مؤيدا للحرب رغبة في الخلاص من نظامه السياسي لكنه تراجع عن هذا الموقف بعد أن زار العرق وأدرك جرائم الغزو الأمريكي . وأكدت جمال الدين أن يوسا أدخل تكنيكات جديدة على الصعيد السردي . ومن جهته ،اختلف محمود السيد علي مع الفكرة التي طرحها حامد أبو أحمد بشأن ضرورة الكاتب المناضل " .وقال محمود السيد علي " لا علاقة بالادب بالنضال السياسي ، الأديب ليس مطالب إلا بالإجادة في إبداعه بمعزل عن موقفه السياسي ، فهموم الثورة ليس قاصرا على السياسة فقط وانما يمتد الى الموقف الجمالي والإبداعي . . وكان المشاركون في الندوة قد استعرضوا المكانة التي يتمتع بها صاحب كتاب " الكاتب وواقع " علي خريطة الأدب في منطقة أمريكا اللاتينية التي ينتمي اليها ، كما تطرقوا الى السمات الفنية لكتاباته . أما هالة عبد السلام عواد الأستاذة بكلية الألسن التي ترجمت يوسا ضمن مطبوعات المركز القومي للترجمة ،فقد أشارت الى قدرته على احتلال مكانته الأدبية في أوروبا خلال فترة مبكرة . وتحدثت عن علاقته مع المدينة الحديثة وكيف نزع عنها طابعها الميثولوجي " الاسطوري ".