قال الكاتب محمد السيد عيد إن رواية "الزيني بركات" للكاتب الراحل جمال الغيطاني، تنتمي إلى فن السيرة التي كانت بذرتها في حضن الحديث النبوي. وأضاف "عيد" في ندوة "الغيطاني والرواية التاريخية"، عصر اليوم الثلاثاء، في القاعة الرئيسية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته السابعة والأربعين، أن "الغيطاني" أراد أن يعبر عن شعوره بعد نكسة 1967، وظهور الدولة البوليسية، وتسلط جهاز الأمن على الشعب. وأوضح "عيد" أن الشخصيات التي قدمها في الرواية، منها الواقعى والخيالي، نجح في أن ينسجها معًا، حتى يستعصى على غير المتخصصين، أن يميزها عن بعضها البعض، مضيفًا أن "الغيطاني" استفاد من الظروف التاريخية، والتوثيق، حتى حوّل الرواية كأنها قطعة من التاريخ. و"الغيطاني"، لكي يقدم هذا العمل، استقاد من التاريخ، ومن التراث الشعبي، وعالم الصوفية والخيال، مزج بين كل هذا، وأقام هذا البناء الرائع وهو في شرخ الشباب، في العشرينيات من عمره، مشيرًا إلى أن بعض كُتّاب الرواية التاريخية، يدونون التاريخ كما هو، وتلك طريقة عقيمة، بينما "الغيطاني" أضاف إلى الحدث التاريخي، حتى قدمه عملًا فنيًا رائعًا، كذلك استخدم لغة العصر، من تعبيرات والمفردات، ليضفي على الرواية مصداقيتها، ودلالتها. ورأى "عيد" أن "الغيطانى" استخدم القناع التاريخى فى الرواية عن الواقع، حتى لا يصطدم بالسلطة، وقال إن بعض الأشخاص مرروا المسلسل إلى صفوت الشريف، وزير الإعلام آنذاك في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، بحجة أن المسلسل يحكي عنه. واعتبر "عيد" أن أحد أسباب اعتقال "الغيطاني" فيما بعد هو مسلسل "الزيني بركات"، نظرًا لأنه تماس مع السلطة لكن بوجهة تاريخية مقنعة.