اهتمت الصحافة الصادرة اليوم في إسرائيل بموضوعات مختلفة لكن أبرزها التركيز على المستوطنات وما تردد بشأن مطالبة السلطة الفلسطينة واشنطن بوقف استيراد البضائع الإسرائيلية التي تنتج في المستوطنات في الضفة الغربية، والهجوم الشرس الذي شنه وزير الدفاع إيهود باراك على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأول مرة، والقرار الذى اتخذته قوات الجيش الإسرائيلى بشأن تجنيد عدد من المتشددين الدينيين في وحدات المستعربين. نبدأ مع ما كتبه أليكس فيشمان المحرر الأمنى لصحيفة يديعوت أحرونوت بأن السلطة الفلسطينية تحاول هذه الأيام إقناع واشنطن بفرض مقاطعة على البضائع الإسرائيلية التي تنتج في المستوطنات في الضفة الغربية على غرار المقاطعة التي فرضتها النقابات العمالية في أوروبا على هذه البضائع. وفي هذا الصدد خصت الصحيفة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بالذكر زاعمة أنه بات مهندس "مقاطعة إسرائيل"، خاصة وأنه أول من أطلق شرارة مقاطعة منتجاتها، والأهم من هذا أنه بات رئيس الوزراء الفلسطيني الأكثر إثارة للجدل رغم العلاقات الطيبة التي تربطه مع مختلف المسؤولين في إسرائيل، ورأت الصحيفة أن الحرب الاقتصادية التي يعلنها فياض على إسرائيل باتت تصيب الكثير من الدوائر الاقتصادية بالرعب خاصة وأنه حقق الكثير من أوجه النجاح المتميز بها. وأشار فيشمان إلى أن السلطة الفلسطينية وفياض يسعيان أيضا إلى أن تقديم واشنطن مساعدتها لها في افتتاح مؤسساتها الموجودة في القدسالشرقية، وفي مقدمها بيت الشرق، والذي أقدمت إسرائيل على إغلاقه إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي اندلعت عام 2000. وأوضح فيشمان صعوبة موافقة واشنطن على هذه المطالب الفلسطينية، ومع هذا فإن هناك خطر قائم بالنسبة لإمكانية استجابة الأمريكيين لهذه المطالب خاصة وأن غالبية المسؤولين الامريكيين محبطون وغاضبون بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي قدما في طريق الاستيطان، الأمر الذي سيزيد من إمكانية موافقة البيت الأبيض على جزء من هذه المطالب . في الوقت ذاته كشف فيشمان أن إصرار الحكومة على دعم المستوطنات من شأنه أن يدفع الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو التراجع عن الضمانات التي وصفتها بالسخية، والتي اقترحتها على الحكومة الإسرائيلية في مقابل تمديد تجميد الاستيطان، وهي الضمانات التي تتضمن الموافقة على بقاء قوات إسرائيلية في غور الأردن حتى بعد التسوية النهائية، وفرض فيتو أمريكي على أي قرار مناهض لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي، وتزويد إسرائيل بأسلحة متطورة بما في ذلك طائرات إف 35 وحظر منح الدول العربية أي سلاح من الممكن أن يمثل خطرا على إسرائيل، سواء على الصعيد الاستراتيجي أو العسكري. ونبقى مع نتنياهو ولكن مع صحيفة يديعوت أحرونوت التي عرضت للهجوم الشرس الذي شنه وزير الدفاع إيهود باراك ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأول مرة، حيث انتقد باراك أسلوب نتنياهو في التعامل مع المفاوضات مع الفلسطينيين ، وطالب باراك في كلمة له وجهها إلى نتنياهو أخيرا في مؤتمر للحزب أن المضي قدمًا والإصرار في طريق الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية يعتبر انتحارًا سياسيًا لا طائل منه، وقال باراك أيضا إن الحكومة يجب أن تقدم المزيد من التنازلات، مشيرا إلى أن التعنت في وضع هذا الشرط السياسي يعد بمثابة غباء سياسي لا يمكن الاستمرار فيه. وبجانب هذا الموضوع عرضت الصحيفة لاستطلاع يشير الى أن نصف الفلسطينين يوافقون على الاعتراف بالدولة اليهودية حالة الاتفاق على تسوية دائمة مع الإسرائيليين. ومن هذا الموضوع إلى قضية أمنية أخرى حيث كشفت صحيفة معاريف أن قوات الجيش قررت تجنيد عدد من المتشددين الدينيين في وحدات المستعربين ، وهي الوحدات التي تعمل على التغلغل في الأراضي المحتلة من أجل إلقاء القبض على المطلوبين امنيا مستغلين ملامحهم الشرقية ولغتهم العربية ذات اللكنة الفلسطينية .المثير فيما كشفته معاريف أنه ولأول مرة يتم تجنيد المتشددين الدينيين للقيام بمهام تعتبر سرية بالنسبة للجيش، الأمر الذي يؤكد التغيير الكبير الذي بدأ يطرأ على عمل الجيش الإسرائيلي وإلحاق المتشددين دينيا بوحداته القتالية ، وهي الخطوة التي بدأت مع تعيين يائير نافية الجنرال المتشدد دينيًا في ها المنصب.