يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينج غدًا الثلاثاء، جولته بمنطقة الشرق الأوسط التي تشمل السعودية، ومصر، وإيران، وتعد الزيارة للدول الثلاث زيارة للمنطقة بأكملها، نظرًا لما تتمتع به هذه الدول من ثقل سياسي وقدرة اقتصادية وقوى عسكرية وتأثير ديني في المنطقة، وعلى الأخص مصر كونها تستضيف مقر جامعة الدول العربية، وتحظى بمكانة فائقة في العالم العربي. زيارة الرئيس الصيني هي الأولى للمنطقة منذ توليه منصبه قبل ثلاث سنوات، وتزامنا مع هذا الحدث التاريخى. أصدرت الحكومة الصينية يوم الأربعاء الماضي للمرة الأولى وثيقة رسمية حول سياسة الصين تجاه الدول العربية، استعرضت خلالها الروابط التاريخية التي تجمع الصين بالدول العربية وآفاق التعاون المشترك بينهما. وتعتبر هي بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم تؤطر للعلاقات الصينية العربية على الأمد الطويل.حيث سيلقي ابينج خطابا هاما أثناء زيارته لمقر جامعة الدول العربية يوم الخميس المقبل يشرح فيه سياسات الصين في العهد الجديد تجاه العالم العربي ،ويطرح اقتراحات وخطط الصين لمساعدة الدول العربية على التخلص من حالات الضعف الاقتصادي والاجتماعي وإيجاد الحلول للنزاعات المزمنة والقضايا المعقدة، يذكر أن الصين تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم في غضون ثلاثة عقود. وتأتي أهمية الزيارة في ظل تصاعدات حدة التوترات والاضطرابات منذ بداية العقد الثاني من القرن الحالي، حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط انهيار في القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في ظل الانتهاكات والممارسات التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني، مما أدى إلى تهميش القضية وتصعيد المواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل، بالإضافة إلى خطورة الوضع الذي تفجر بين إيران والسعودية في بداية العام الجديد. ومع نمو قوة الصين الاقتصادية وبروزها على الصعيد العالمي، تلعب الصين دورا أكثر حيوية في القضايا الدولية وتصير علاقاتها مع منطقة الشرق الأوسط أكثر قربا، وقد بدأت بعض الدول العربية "التحرك شرقًا" لتعزيز علاقاتها مع الصين والتعلم من خبراتها وتجاربها، وتأتي زيارة شي الأولى لمنطقة الشرق الأوسط تجاوبا مع هذه النزعة فإن زيارة شي، تتيح فرصة لشعوب الشرق الأوسط للتعرف على الصين عن كثب والتعلم، واستخلاص العبر من خبراتها وتجاربها لترجمة "الحلم العربي" إلى وقائع ملموسة جنبا إلى جنب مع الشعب الصيني في طريقه لتحقيق "الحلم الصيني".