أعربت الخارجية الروسية عن أسفها لتصاعد التوتر بين السعودية وإيران، مبدية استعداد موسكو للعب دور الوساطة بينهما لتسوية الخلاف، خاصة وتربط موسكو بكل من الرياضوطهران علاقات قديمة وطيبة، في حين استبعدت الخارجية الأمريكية أن تقوم واشنطن بأي وساطة بين البلدين. وقال مصدر دبلوماسي في الخارجية الروسية، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة "نوفوستي": إن موسكو "مرتبطة بعلاقات ودية بالفعل مع كل من طهرانوالرياض، ونحن بصفة أصدقاء مستعدون، إذا ظهرت حاجة لذلك، للعب دور الوسيط في إطار تسوية الخلافات القائمة والجديدة بين هاتين الدولتين". وقال المصدر أمس الاثنين: "نحن نعبر عن أسفنا لتأزم العلاقات بين دولتين كبريين في العالم الإسلامي لهما نفوذ كبير جدا في المنطقة، وفي سوق النفط العالمية". ونقلت وكالة "نوفوستي"، الروسية للأنباء عن المصدر نفسه، قوله إن موسكو كانت دائما حريصة على أن "تكون لدى المسلمين رؤية مشتركة — لدى السنة والشيعة، وفي إطار منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك في المنظمات الدولية الأخرى، ورؤية مشتركة كذلك في ما يخص المشكلات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأزمة السورية والوضع في منطقة الخليج". وأشار المصدر كذلك إلى أن موسكو تدعو لمواصلة المباحثات بصيغة فيينا حول سوريا، بمشاركة كل من إيران والسعودية. من جانبها استبعدت الخارجية الأمريكية، أمس الاثنين، أي دور يمكن أن تقوم بها واشنطن للوساطة بين السعودية وإيران، منددة في الوقت ذاته بالهجمات على المنشآت الدبلوماسية السعودية في إيران. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، في إفادة من مقر الوزارة في واشنطن عن رغبة بلاده في أن تنهي البلدان حالة التوتر بينهما. وقال كيربي: "ندين الاعتداءات على الممتلكات الدبلوماسية السعودية في إيران"، مضيفًا: " نحن نأخذ الهجمات على المنشآت الدبلوماسية على محمل الجد". وتابع: "إننا نتابع التقارير بأنه قد تم القبض على بعض من مرتكبي هذه الهجمات، ونحث الحكومة الإيرانية على الاحترام الكامل لالتزاماتها الدولية لحماية مقر البعثات". وفي رسالة الاثنين إلى مجلس الأمن الدولي، أعربت البعثة الإيرانية في الأممالمتحدة عن "أسف" طهران بعد الاعتداء على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد. وأوضحت أن إيران "لن تدخر جهدًا لتوقيف وإحالة" المسؤولين عن هذه الأحداث إلى القضاء والتي وصفها الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد بانها "غير مبررة". وأضافت الرسالة أن طهران "ستتخذ جميع الاجراءات الضرورية لعدم تكرار مثل هذه الحوادث". وفي تطور آخر قررت جامعة الدول العربية، عقد اجتماع غير عادي، على مستوى وزراء الخارجية العرب، الأحد المقبل، بناء على طلب من السعودية، لإدانة الانتهاكات الإيرانية لحرمة سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية. من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن المملكة ستقطع كل العلاقات الاقتصادية وخطوط النقل الجوي بينها وبين إيران، مضيفا أن بلاده ستمنع كل رعاياها من السفر لإيران، إلا أنها ترحب دائما بالحجاج الإيرانيين. وكانت مملكة البحرين قد قررت قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران، عقب الهجوم على مقر السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد. كما قرر السودان، قطع العلاقات مع إيران، وطرد السفير الإيراني وكامل البعثة الإيرانية من السودان، واستدعاء السفير السوداني من إيران. إلى ذلك، قررت دولة الإمارات خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران، إلى مستوى القائم بالأعمال، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين بها.