قربها من المدارس وانفتاحها الدائم على مصراعيها، يجعلها مصائد للموت، تستطيع حصد أرواح طلاب المدارس الابتدائية القريبة منها، أو حتى البالغين من كبار السن، لقربها أيضا من المؤسسات الحكومية والبنوك. إنها بالوعات الصرف الصحي المنتشرة بشوارع مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، والتي لا نستطيع نسيان حادثة سقوط طفل داخل إحداها أثناء السيول التي ضربت مدينة العريش قبل عدة سنوات، بمنطقة عاطف السادات، واستمرت عمليات البحث عن جثة الطفل لساعات طويلة. الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، ومجالس المدن، هما المسئولان عن تغطية هذه البالوعات، لكنّ الطرفين يشتكيان من قيام اللصوص بسرقة السدادات "الأغطية" الخاصة بالبالوعات، لبيعها إلى تجار الخردة بمبالغ زهيدة، ليضاف بذلك طرف ثالث للمسئولية هي الجهات الأمنية. "بوابة الأهرام" وضعت يدها على الجرح قبل أن يزداد نزفا، ويصبح أكثر عمقا، في إنذار مما لا يحمد عقباه. "ح.و." أحد مواطني العريش، يؤكد أن تلك البالوعات تشكل خطرا كبيرا على أطفال المدارس، بخاصة أنه يسكن على مقربة من إحدى المدارس، ويرى بشكل يومي سقوط دراجات وسيارات في فتحة البالوعة، قائلا: "أنا بخاف على ولادي من الوقوع فيها". ويضيف آخر -رفض ذكر اسمه- أن الأهالي تحدثوا مع رئيس مجلس مدينة العريش، وقال لهم "ليس من تخصصنا توفير أغطية للبالوعات"، لافتا إلى أنه مع رد هذا المسئول اضطر الأهالي لإغلاق بعض البالوعات بالأخشاب والطوب. وعند سؤال "بوابة الأهرام" محمد فهمي البيك رئيس مجلس مدينة العريش، عن وضع بالوعات المدينة، وما تشهده من اقتناص لأرواح الأطفال، أكد أنه تم بالفعل إصدار قرار بصيانة 50 غرفة تصريف أمطار، وإنشاء 40 غرفة تصريف جديدة أخرى، للمساعدة في تصريف مياه الأمطار بالأمالكن المنخفضة. وأضاف "البيك" أنه جار العمل الذي بدأ فعليا بشارع الأزهر بمدينة العريش للتخلص من تكرار هذه الحوادث المؤلمة في أسرع وقت.