لم تكن أزمة إذاعة فيديو للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، على القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي، الأولى التى تحدث لمشاهير عرب.. فالإعلام الصهيونى له تاريخ من الالتفاف والخداع لمحاولة إثبات التطبيع معهم، خاصة أن كل من يقبل بالحوار المباشر أو غير المباشر مع مثقفين أو إعلاميين أو حتى سياسيين يتعرض للانتقاد والعزلة. من هنا يبدو أن إسرائيل أرادت أن تؤثر سلبيا على الحملة الانتخابية للدكتور أبو الفتوح، صاحب المواقف الوطنية ضد التطبيع مع إسرائيل. الفيديو الذى انتشر على الفيسبوك كالنار فى الهشيم، ماهو إلا لقطات أرشيفية تعود إلى عدة سنوات سابقة، هكذا أكد أبو الفتوح نفسه، الذى قال إنه التقى مذيعا أجرى معه حوارا لقناة بريطانية. وحاولت القناة إخفاء تاريخ التصوير بصورة متعمدة بكتابتها عبارة صغيرة جدا أعلى يسار الشاش، هو ما أدى إلى إثارة الكثير من اللغط بين جمهور الفيسبوك وتخلل الفيديو لقطات لثورة 25 يناير والعشوائيات فى مصر. شمل التقرير أيضا لقاء مع الشيخ علي البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا مع نفس المذيع ولم يشر خلال عرض الفيديو عن توقيت تصويره، وسأل المذيع باللغة الإنجليزية وأجاب البيانونى باللغة العربية. تحدث المراقب العام للإخوان المسلمين فى سوريا قائلا: "أعتقد أن العد التنازلى بدأ بالنسبة للنظام السورى والرئيس بشار، لاسيما بعد أن أصبح واضحا أنه غير مستعد لتلبية مطالب الشعبية التى أصبحت مطالب ملحة ولم تعد تحتمل التأجيل، إذا رفع الغطاء الدولى عن هذا النظام فهو غير مؤهل للاستمرار لأنه لا يستند على أى قاعدة شعبية". وحول وجود إسرائيل فى المنطقة قال: إسرائيل موجودة، فهناك قرارات شرعية دولية تطالب بانسحابها إلى حدود عام 1967. وأعتقد أنه إذا نفذت هذا القرار ستعيش فى المنطقة بسلام. أذاعت المحطة نفسها خلال شهر مايو الماضى لقاء مع عبدالحليم خدام نائب الرئيس السورى السابق الذي انشق عن نظام الأسد عام 2005، تحت عنوان" الجيش التركي سيدخل سوريا.. وثمن سقوط النظام تسوية مع إسرائيل". وقام المكتب الإعلامى لنائب الرئيس السورى السابق بنفى إجراء أى أحاديث مع التليفزيون الإسرائيلي أو أي وسيلة إعلامية إسرائيلية أخرى، موضحا أن اللقاء الذي بثته القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي هو لقاء خاص مع خدام للقناة الثالثة أجرى مع التليفزيون الإسباني. وأفاد المكتب الإعلامى بأنها عملية الهدف منها توريط خدام سياسيا والإيحاء بأنه يدعم إسرائيل وتشويه صورة المعارضة السورية.. كما أكد أنه "لا صحة على الإطلاق للادعاء بأن خدام قال إن هناك استعدادات لدى الجيش التركي والفرنسي والألماني لغزو سوريا على رأس قوات من الحلف الأطلسي". خلال شهر فبراير الماضى نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت " حوارا للناشط المصري وائل غنيم، وأثار جدلا على مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت، خاصة أنه لم يعلق على الحوار حتى الآن ورفض الإجابة عن سؤال حول موقفه من إسرائيل وفضل الاحتفاظ برأيه لنفسه. وقال: "لست شخصية سياسية". بالإضافة إلى أن الصحفية قالت إنها أجرت الحوار مع غنيم عبر الهاتف. ولم تشر الصحفية التى أجرت الحوار هل عرفت نفسها له أنها إسرائيلية أم لا ؟. أما على المستوى الفنى فخلال عرض فيلم "أولاد العم" فى دور السينما أذيعت للفنان شريف منير مقابلة على شاشة القناة العاشرة الإسرائيلية. وقد أثارت وقتها موجة من الغضب لدى المصريين والعرب، لأنه صرح فيها بأن "إسرائيل دولة نظيفة ورائعة". لكن منير أكد أنه تعرض لخدعة، حيث إنه تلقى دعوة من التليفزيون الإسباني لإجراء حديث قصير معه باللغة الإنجليزية حول فِيلمه "ولاد العم"، والذي أدى فيه دور ضابط مخابرات إسرائيلي يدعى "دانيال". وقال شريف منير إنه شدّد على فريق عمل البرنامج بعدم مونتاج أو تغيير العبارات التي ذكرها بشأن إسرائيل، حيث ذكر أن الفِيلم أظهر إسرائيل أنها دولة نظيفة وجميلة من الخارج فقط، لكنها في الحقيقة تقوم على أفكار عنصرية قبيحة، كما أنها قامت على شهداء فلسطين، وسلبت الأراضي العربية، مشيرا إلى أنه ذكر هذا الكلام باللغة العربية والإنجليزية، حتى لا يحدث أي لبس أو تحريف لما يقصده، لكن التقرير الذي تمّ عرضه على شاشة القناة العاشرة الإسرائيلية حذف هذه العبارات التي تهاجم إسرائيل، واكتفى بجملة "إسرائيل دولة نظيفة". وأكد شريف منير أنه سأل المشرف على طاقم البرنامج عن جنسيته، فأَكَّد له أنه فلسطيني ويعمل لدى التليفزيون الإسباني. استكمالا لحلقات التضليل لم يكتف الإعلام الإسرائيلى بخداع العرب وإجراء أحاديث صحفية مع مشاهيرهم رغما عن أنوفهم، بل جاء إلينا فى عقر دارنا شخص إسرائيلي. تبدأ القصة عندما استضاف الإعلامى السعودى على العلياني مقدم برنامج "يا هلا" على شاشات روتانا خليجية فنانة تدعى "رحيلا" ادعت أنها أمريكية من أصول نمساوية تجيد الأغاني الطربية الشعبية الخليجية وتتقنها جيدا. وعقب المقابلة أعلنت رحيلا عن جنسيتها "الإسرائيلية" عبر شاشات التليفزيون الإسرائيلى ليقع العليانى فى فخ التطبيع بعض أن قالت رحيلا إن هناك بعض الشخصيات على علم بجنسيتها الإسرائيلية. علق العليانى قائلا: لو كنت أعلم، لكنت قد استدرجتها ووضعتها في زاوية متهما إياها بأنها اختراق أمني، لكن من بوابة الفن. وكانت الحلقة ستكون أقوى وأكثر سخونة. كيف يمكن أن تحب الشعر والإيقاع الخليجي وفي نفس الوقت تحب شرب الدماء الفلسطينية؟. وأضاف: ليتني كنت أعلم ذلك.. كنت "سأخنقها بأسئلتي".