أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الجريمة، التي ارتكبتها إسرائيل يوم أمس الأول في الجولان السوري المحتل. وقالت الجامعة العربية -في بيان رسمي لها- إن هذه المذابح تطرح تساؤلا مهما وعلامات استفهام كبيرة أمام الرأي العام، خصوصا الغربي منه في انتهاج سياسة الكيل بمكيالين، عندما يتعلق الموضوع بإسرائيل وممارساتها، واتخاذ مواقف صارمة تجاه أطراف أخرى. كان جنود إسرائيليون فتحوا النار على سوريين وفلسطينيين عزل من السلاح كانوا يحاولون التعبير عن رفضهم للاحتلال الذي دام للأرض العربية ما يزيد علي 44 عاما. وأوضح بيان الجامعة العربية أن إسرائيل أوقعت أمس الأول نحو 28 شخصاً على الأقل وجرح حوالي 350، وتأتي هذه الاحتجاجات بعد ثلاثة أسابيع من أحداث يوم "النكبة". وذكر البيان أن إسرائيل ارتكبت العديد من المذابح والمجازر طوال 63 عاما من تشريد الشعب الفلسطيني و44 عامًا على احتلالها لأراضٍ أكثر من دولة عربية، وسلبت حقوق الشعب الفلسطيني والرازحين تحت الاحتلال الإسرائيلي في الجولان وجنوب لبنان والقدس والضفة الغربية ومواصلة حصار قطاع غزة. وعبرت الجامعة العربية عن استغرابها لأن إسرائيل وقادتها ينكران على الشعب الفلسطيني حقوقه في إحياء ذكرى النكبة واحتلال أراضيه العربية 1967، وتمعن في وضع سياسات عنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة للعام 1948، وتواصل سياسة القبضة العسكرية والنزعة العدوانية في مواجهة مدنيين أبدوا رغبة في التعبير عن رأيهم وفكرهم بشكل سلمي، حيث أطلقت قوات الاحتلال النيران عليهم، مرتكبة جريمة ومجزرة جديدة في تاريخها الحافل بمثل هذه الممارسات، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الأبرياء المسالمين في الجولان والضفة الغربية وأماكن أخرى، فقط لمجرد التعبير عن رأي وإحياء ذكرى أليمة ألمت بهم، وهذه أبسط أنواع الحقوق في الاحتجاج والتعبير عن الرأي هذه المبادئ، التي يدافع عنها المجتمع الدولي بكل قوة، وتمارسها كل شعوب العالم، ويتم إنكارها على شعب عانى طويلا من سنوات الاحتلال والعنصرية والمذابح. وأكدت الجامعة إن إسرائيل تعتقد أنها دولة فوق القانون، وأنها محصنة من العقاب، حيث تم توفير الحماية لها في المؤسسات والمنظمات الدولية، مما يشجعها على اقتراف ما يحلو لها من ممارسات غير قانونية وشرعية تتناقض ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وما شهده العالم من تأييد في الكونجرس الأمريكي مؤخرا لسياسات رئيس وزراء إسرائيل خير شاهد على هذا الأمر، هذه المساندة التي تتكرر للأسف عندما تقترب الولاياتالمتحدة من مواعيد الحملة الانتخابية.