قال المؤرخ الإيطالي جينارو جيرفازيو إن الحركة الماركسية في مصر، أصبحت هامشية بعد كل ما تعرضت له من انكسارات، ولم تعد لديها رؤى بديلة للسلطة معدة جيدًا. وأضاف في كتابه " الحركة الماركسية في مصر 1967-1981"، الذي أصدر المركز القومي للترجمة ترجمة عربية له ،أعدتها بسمة محمد عبد الرحمن وكارميني كارتو لانو. " أن دعم نظام السادات للحركة الإسلامية لا يمكن له وحده أن يبرر تراجع دور اليسار. وبرر جينارو تخصيصه مساحة هامشية في كتابه، تناول فيها الحركات الإسلامية بالقول،إن المثقفين الماركسيين أنفسهم كانوا قليلي الاهتمام بظاهرة النشاط الإسلامي، حتى بدأت تلك الظاهرة تعلن عن نفسها بقوة وبأكثر من طريقة سواء في مصر أو في بلدان أخرى. وحسب جينارو فإن كتابه :لا يدعي الكاتب أن كتابه يقدم الرؤية النهائية لتاريخ اليسار المصري في الأعوام من نهاية الستينيات إلى بداية الثمانينيات، وإنما هي " محاولة لفتح مساحة للجدل بعد مرور ثلاثين عامًا على انتهاء التجربة، التي يتناولها البحث".حيث يطرح استنتاجاته كمحاولة لفتح باب الجدل، وإدخال "التاريخ الخاص" بالحركة الماركسية، ضمن التطور التاريخي للمجتمع المصري في تلك الفترة. ويبدأ الكتاب بدراسة التحولات التي أفرزتها ثورة يوليو 1952 ،ويمر مرورًا سريعًا على العهد الناصري، التي تعد نكسة 1967نهاية له،ويقدم المؤرخ الإيطالي الذي اعتمد على لقاءات ومقابلات شخصية، وتحليل لبيانات سرية أصدرتها التنظيمات الماركسية، التي عملت في فترة بحثه رؤية، لإعادة تفسير لتاريخ المجتمع المصري من 67- 1981. ويتعرض الكتاب في فصله الثالث لتاريخ الحركة الماركسية، أثناء الفترة الناصرية،إذ لا يمكن فصل تاريخ الحركة في السبعينيات عما قبلها، فهي مرتبطة بشكل كبير من حيث أعضائها ونظرياتها، وإستراتيجتها بالفترة السابقة. وكان عام 1965 هو الحد الفاصل والفعلي للدراسات حول الماركسية المصرية؛ حيث قرر الكيانان الماركسيان الرئيسيان وهما: "الحزب الشيوعي المصري" و" الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني: حدتو "، حل نفسهما، والانضمام إلى الاتحاد الاشتراكي،التنظيم الناصري الوحيد رسميًا على الساحة. وينتقد الكتاب ماحدث في فترة حكم السادات؛ حيث قاد المثقفون تطوير الحركة الماركسية في مصر، وكان الباحثون وقتها يقومون بنقل وجهة النظر للسلطة تمامًا. يطرح الكتاب سؤالًا مبدئيًا، وهو : لماذا اختفت الحركة الماركسية، وهي التي كان لها زمن طويل في الحياة السياسية المصرية،في أقل من عشرة أعوام؟