لا يحتاج المهرجان الدولي "سلا لسينما المرأة" الذي يدخل عامه التاسع غدًا الإثنين إلى شركة" علاقات عامة" تغسل "خطاياه"، فهي ليست كثيرة كما في "مراكش السينمائي" المتباهى، وليست "آثمة" كما في "الرباط" الفاقد الهوية، وينافسه فقط في الثقل السينمائي البرامجي "طنجة لأفلام المتوسط وخريبكة للسينما الإفريقية". المهرجان تنظمه جمعية "أبو رقراق" نسبة إلى اسم الوادي الذي تطل عليه مدينة "سلا" التي يقول التاريخ إن "الفينيقيين اختاروها كأول نقطة ماء التقوها عند مصب" أبى رقراق"، وأصبحت من وقتها مركزًا تجاريا في المغرب الأقصى، ولا يزال ميناء "سلا" المطل على الأطلنطى محورا للتبادل التجاري مع أوروبا، وأجمل ما في المدينة سورها العظيم الذي يحيطها وبناه الأجداد خشية الأساطيل المعادية، وفى المدينة يزدهر المسرح، فيما يمتلئ شبابها حيوية تجاه السينما. ودون أن يحيد المهرجان الذي يفتتح مساء غد عما انتهجه في عامه الأول، فهو يلامس القضايا السينمائية باحتراف، ويشتبك مع مجريات العالم السينمائي من حوله بهدوء ونعومة إلى أن تمكن وصار على قائمة المهرجانات الدولية التي يتسابق كبار صناع السينما إلى حضور فعالياته. وتمثل أفلام مسابقات المهرجان القارات الخمس، ويشارك 12 فيلمًا روائيًا طويلا أغلبها إنتاج 2015، وأضيفت هذا العام مسابقة جديدة للفيلم الوثائقي بعدما بدا للمهرجان من قدرة "للوثائقي" على النفاذ أسرع إلى عمق قضايا المرأة. "تجربة السينما البلجيكية.. السينما المتعددة الأوجه" هي سينما الضيف في برمجة هذه الدورة لسبب يراه المنظمون أنها تشكل أرضية مناسبة لتفعيل نقاش حول التشكيل في السينما وعلاقة السينما بجمالية الفنون البصرية الأخرى، وبما أن المغرب راكم رصيدا تشكيليا فقد حان الوقت أن يتم التعاطي معه كما هو في السينما البلجيكية. 25 ضيفا هذا العام من مصر، من بينهم سلوى خطاب للتكريم، ومجدي أحمد على كمحاضر، وهالة خليل مشاركة في الورش، ومنال سلامة في لجنة التحكيم، وفيلم "ديكور" للمخرج أحمد عبد الله في المسابقة الرسمية، وباقي الضيوف كاميرات تليفزيونية، والكاميرات عادة مستحدثة في المهرجانات بالمغرب.