عرفها الغرب بالمرأة الحديدية نظرا لقيادتها الحازمة ، ودائما ما تتصدر ميركل التى قادت أكبر اقتصاد فى أوروبا لتجاوز الأزمة المالية فى 2008 والاضطراب فى منطقة اليورو قائمة أكثر زعماء ألمانيا شعبية وهو أمر غير معتاد لمن يشغل منصب المستشار. وعُرفت ميركل التى أكملت 61 عاما فى17 يوليو الماضى بأنها المرأة الحديدية، والذي بيدها مقاليد الأمور فى الاتحاد الأوروبى وهى التى تحسم الأزمات التى تقع فيها القارة، والتي من المتوقع خوضها الانتخابات للمرة الرابعة في عام 2017. وكشفت المرأة الحديدية لأول مرة النقاب عن أن ما في قلبها لايعكس طبيعة شخصيتها القوية والمسيطرة عندما ربطت على كتف الطفلة الفلسطينية مريم خلال اجتماع سنوي بين المستشارة وتلاميذ المدارس، حيث توجهت لميركل لتخبرها بلغة ألمانية سليمة بأنها مهددة بالطرد من ألمانيا بعد أن عاشت فيها لأربع سنوات مع أهلها، وعلى الرغم من صعوبة سياسات اللجوء في ألمانيا التي حاولت ميركل أن توضحها للطالبة مريم وهو ما تسبب في انخراط الطفلة في البكاء إلا أن المرأة الحديدية اقتربت منها وربطت على كتفها قائلة :" أحسنت شرح قضيتك وقضية الكثير من الأشخاص الذين يمرون بظروف مشابهة"، وهو ما اعتبره الكثيرون سابقة فريدة من نوعها في تحرك مشاعر المستشارة، واعتبروه ميلا للعرب خاصة ، حيث أنه لم يتحرك قلبها لأصوات ملايين اليونانيين الرافضين لإجراءات التقشف. القلب الدافئ ومرة أخرى يلين قلب المرأة الحديدية أعقاب الأزمة السورية وبدايات تدفق اللاجئين السوريين إلى أوربا خاصة ألمانيا التي اعتبرها اللاجئون الملاذ الآمن والقلب الدافئ، نظرا لمواقف ميركل المتعاطفة مع قضيتهم حيث شددت ميركل على اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي تحرك عنصري ومتطرف ضد اللاجئين، في وقت يزداد فيه تعرض اللاجئين لحوادث تؤدي إلى مقتل العديد منهم. ففي الوقت الذي تقيم فيه أوروبا الحواجز في وجه اللاجئين تصدت ميركل للعنصرية وحثت دول الاتحاد الأوروبي على قبول نصيب أكبر من اللاجئين في الوقت الذي تبذل فيه حكومتها جهدا للتعامل مع عدد قياسي يتوقع وصوله هذا العام ويقدر بنحو 800 ألف لاجئ. وهذه المواقف كانت كفيلة بأن يطلق عليها السوريون "حبيبة الملايين" ويتسابقون لأخذ الصور"السيلفي" التذكارية معها - التي امتلأت بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي- خلال زيارتها لفرع المكتب الاتحادي للهجرة شبانداو بالعاصمة برلين ، أمس الخميس موجهة الشكر لكل الموظفين والمتطوعين الذين يعملون على تسهيل استقبال اللاجئين في ألمانيا. حزب الذكور اقتحمت ميركل مجال السياسة قبل أشهر قليلة من سقوط حائط برلين، من خلال الحركة الديمقراطية عام1989 ثم عملت بعد ذلك كمتحدثة باسم الحكومة الناتجة عن أول انتخابات ديمقراطية في ألمانيا الموحدة تحت قيادة المستشار الألماني أنذاك هلموت كول، ثم شغلت عدة مناصب وزارية منها وزيرة المرأة والشباب ووزيرة البيئة والأمن النووي. لتصبح بعد ذلك أول سيدة تشغل هذا المنصب الرفيع في2005. وكبداية جديدة أختارها الحزب المسيحي الديمقراطي للقيادة عام 2000 لتصبح بذلك أول سيدة ترأس الحزب الذي اشتهر بكونه للذكور فقط، وقد أعتبر تولى ميركل رئاسه الحزب بمثابه ثورة داخلية لكونها من البروتستانات وتترأس حزب من الكاثوليك . وعلى الرغم انها لم تقتحم عالم السياسة إلا بعد تجاوزها سن ال 36 ،إلا أنها نجحت فى تولى أعلى المناصب سواء داخل الحزب المسيحى الديمقراطى أو فى الدولة ،فتقود ميركل منصب مستشارة المانيا منذ تسع سنوات بينما تترأس الحزب المسيحى منذ 14عام. وكان لنشأة ميركل في الشرق الشيوعى تأثيرا كبيرا فى ادهاش العالم كأول امرأة تتحكم في إدارة ألمانيا العظمى، حيث تمكنت من فرض نفسها كزعيمة في الاتحاد الأوروبي أمام بقية رؤساء دول الاتحاد الذين اعترفوا برباطة جأشها وصلابة موقفها ،وتجلت زعامة المستشارة الألمانية فى تكوين تحالفات ناجحة بين أحزاب تتناقض في توجهاتها وتتفق في مصالحها،الأمر الذى أستدعى مقارنتها برئيسة الوزراء البريطانية السابقة "مارغريت ثاتشر". مواقف صارمة ومن أبرز المواقف التى أثبتت تميز المستشارة الالمانية موقفها تجاه أزمة اليورو إضافة إلى موقفها من انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ورفضها القاطع لتسليح المعارضة السورية وكذلك رفضها للبرنامج النووي الإيراني. وقد واصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل احتفاظها بلقب " المرأة الأكثر نفوذا في العالم"، في القائمة السنوية التي تصدرها مجلة فوربس الأمريكية وبذلك تحتل ميركل المرتبة الأولى للمرة الخامسة على التوالي في القائمة السنوية للمرأة الأقوى في العالم التي تصدرها مجلة فوربس، وتختار فيها مئة امرأة تتمتع بأكبر نفوذ في العالم. ومن الجوائز التى حصلت عليها ميركل جائزة ليو بيك تقديرا لنشاطاتها الإنسانية، جائزة الناس في أوروبا، وسام "جروس كرويتس"، كارلسبريز أو جائزة شارلمان العالمية لمدينة آخن، ووسام الشمس، والدكتوراة الفخرية لجامعة لايبتسيج.