قالت مصادر حقوقية بسوريا إن قوات الأمن قتلت 30 شخصا على الأقل اليوم الجمعة، خلال احتجاجات اندلعت في أنحاء البلاد، في تحد للحملة الأمنية العنيفة، التي يشنها الجيش السوري، التي أسفرت عن مقتل المئات. وتحدث ناشطون آخرون عن خروج مظاهرات في أنحاء سوريا من بانياس واللاذقية على ساحل البحر المتوسط إلى دير الزور النفطية والقامشلي في الشرق الكردي وفي سهل حوران الجنوبي، وذلك بعد يوم واحد من مطالبة واشنطن الرئيس بشار الأسد بالإصلاح أو التنحي جانبا. وتمنع سوريا معظم وسائل الإعلام العالمية من العمل فيها، مما يجعل من المستحيل التحقق من تقارير النشطاء والمسئولين. وقال شاهد عيان إن المحتجين الأكراد رفعوا لافتات كتب عليها "لا حوار بالدبابات" وإنهم هتفوا باللغة الكردية مطالبين بالحرية رافضين الوعود، التي قدمتها الحكومة بإجراء حوار وطني. واندلعت الاحتجاجات في ضواحي دمشق وفي حي البرزة بالعاصمة، حيث قال شاهدا عيان إن قوات الأمن أطلقت النار على المحتجين وطاردتهم في الشوارع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن 831 مدنيا على الأقل قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية، انطلاقا من درعا بالجنوب قبل تسعة أسابيع، وقال المرصد إن السلطات السورية اعتقلت عشرة آلاف شخص على الأقل من بينهم مئات اعتقلوا اليوم الجمعة. وقال الناشطون إن بعض المحتجين كانوا يطالبون بالحرية، بينما ردد آخرون هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو الهتاف الأشهر في الانتفاضات الشعبية، التي شهدها العالم العربي وأطاحت برئيسي كل من مصر وتونس. وقالت المحامية النشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان رزان زيتونة إن 12 شخصا قتلوا في بلدة معرة النعمان إلى الجنوب من حلب ثاني أكبر المدن السورية، وكانت الدبابات قد داهمت البلدة في وقت سابق اليوم لتفريق محتجين. وقالت إن 11 شخصا آخرين قتلوا في مدينة حمص بوسط سوريا، وأضافت أن سبعة أشخاص قتلوا في درعا واللاذقية وفي ضواحي دمشق وحماة، حيث أرسل الرئيس السابق حافظ الأسد جيشه لسحق انتفاضة مسلحة قام بها إسلاميون في الثمانينات. وأظهر مقطع مصور بالفيديو حمله ناشطون على الإنترنت وقالوا إنه صور في حمص عشرات المتظاهرين وهم يتفرقون بعد إطلاق نار، وتركت سيارة شرطة تحترق على الطريق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن لديه أسماء 21 قتيلا على الأقل قتلوا اليوم الجمعة.