قال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، رئيس بيت الشعر: إن الراحل "صلاح عبد الصبور"، شاعر يستحق الكثير، شعره مادة لحديث لا ينفد، لم يبخل على الشعر، والثقافة، بوقتٍ أو بجهدٍ، فبجانب إبداع قصائده ومسرحياته، كان كاتبًا وناقدًا من طراز فريد، مؤسسًا لثقافة رفيعة، ومخلصا للقضايا التي تستحق من الشاعر أن يخلص لها، فتربعت على موضوع ومحور أعماله. وأضاف حجازي، في كلمته خلال أمسية الاحتفال بذكرى الشاعر صلاح عبد الصبور، في "بيت الست وسيلة" (بيت الشعر)، أن صلاح عبد الصبور يستحق أن نحتفل به في مناسبة وغير مناسبة، لأن أعماله فتحت أبوابًا لتفحص "الحركة الجديدة" في الشعر، التي كان رائدها ومؤسسًا لها. وروى حجازي تفاصيل العلاقة التي جمعته بالشاعر صلاح عبد الصبور على المستوى العملي والشخصي أيضًا، فقد التقيا عام 1955، لأول مرة في احتفالية حديقة "دار العلوم" بصدور ديوان محمد الفيتوري "أغاني إفريقيا"، لتكون بداية لتدشين العلاقة الوطيدة بالشاعرين على المدى الطويل حتي وفاته المنية. فيما أوضح الناقد الدكتور أحمد حسن أن سبب حزن صلاح عبد الصبور الشعري، كونه شاعرا متألما، يرجع إلى رغبته في إصلاح العالم، والاصطدام بالواقع المُحبط، مشيرًا إلى قدرته على تطويع لغة الحياة اليومية، بالفكر وبالشعور، فجعل لقصائده معادلات حسية، إضافة إلي عنصر الفكر، كقصيدة "السلام" وغيرها من إبداعاته. وأشار "حسن" إلى أن صلاح عبد الصبور، رفض تقسيم الشعر إلى نوعين، تيار بهلواني، وتيار سياسي، فقد رأى أن الشعر الباقي هو المنزه عن المواقف والأحداث بذاتها، مؤيدًا الشعر الإنساني، فكان عبدالصبور أعلى من الشعر وأقل منه، اصطنع الكتابة ضد الكتابة، فاحترم الشعر ولم يتعال عليه معتصمًا بالثقافة والمساءلة الدائمة. وقرأ الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، قصيدة "الرجل والقصيدة" في رثاء صلاح عبد الصبور، وقرأ الشاعر السماح عبدالله، الذي أدار الندوة، بعض أشعار صلاح عبد الصبور. وقد اعتذر عدد من ضيوف الندوة عن عدم الحضور، منهم: الناقد الدكتور جابر عصفور، والدكتور أحمد مجاهد، والدكتور حسن طلب، وغيرهم. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :