أجمع المتحدثون في الاجتماع الرابع لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات اليوم الثلاثاء، الذي عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة بحضور عمرو موسي الأمين العام للجامعة على ضرورة إنجاح اتفاق المصالحة الفلسطينية والعمل بجدية لإنجازه الاتفاق على الأرض. أشاد الدكتور ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة المؤسسة بهذا الاتفاق، بالجهود المخلصة التي قام بها الرئيس محمود عباس وبقية القادة الفلسطينيين للتوصل إليه، وتطرق إلى التغيير الحاصل في المنطقة العربية، مضيفا "القضية الفلسطينية ستنتفع بالتأكيد منه على الصعيد الاستراتيجي، ولعل أولى ثمرات التغيير في المنطقة استعادة وحدة الوطن، ونقول هذا دون أن ننكر نصيب الرئيس محمود عباس والقوى الفلسطينية في إنجاز هذا الاتفاق". طالب القدوة ب"البناء على الخطوة الأولى وتشكيل الحكومة وتزويدها بالقدرات اللازمة وإعادة الحياة الطبيعية في غزة، أو على صعيد إعادة بناء المنظمة سياسيا وهيكليا لتكون على أرضية صلبة"، مشددا على ضرورة إجراء الانتخابات في الوقت المتفق عليه. من جانبه جدد عمرو موسى الترحيب باتفاق المصالحة، وقال موسي: نلتقي بالجامعة العربية، الممثلة لكل شعوب العالم العربي، بيت العرب، وهي منظمة إقليمية ملتزمة، وبالكثير من الخطوة الأساسية للحياة الدولية القانونية والسياسية. وتابع: نعبر عن السرور والارتياح لتحقيق المصالحة، أنها خطوة مهمة ورئيسة في مسار القضية الفلسطينية التي تعاني من كثير من التناقضات والتحديات، ويعيد للجانب الفلسطيني زخما، و"كارت" سياسي مهم استعداد للتطورات القادمة، خصوصا بعد نهاية صيف العام الجاري. وهنأ موسي حركتي فتح وحماس وكل التنظيمات، كما هنأ الرئيس محمود عباس موضحا أن "الرئيس أطلق المبادرة الشجاعة، لإنهاء الوضع الخاطئ الذي استمر لسنوات طويلة بين نزاع ومماطلة وتأخير"، وقال: أنا شخصيا كنت منغمسًا بهذا الموضوع، وكلما ظهرت فرصة تلاشت، ولكن الحمد لله الاتفاق تحقق في النهاية. وتابع: كان هناك فيتو على المصالحة الفلسطينية، وللأسف بعض النظم العربية دعمت هذا الفيتو، الآن أصبح واضحا أن إحدى نتائج التغيير هي الحركة نحو المصالحة وتغيير الممارسة الخاطئة. وقال أنه سيحدث التوقيع الرسمي غدا على اتفاق المصالحة لنكون جميعا ضمن الشهود على هذا الحدث الكبير، وإن تأخر إلا أن حدوثه الآن يشكل خطوة مهمة في مسيرة العمل العربي المشترك بما يدعم الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. أضاف موسى: ما يحدث بالعالم العربي ثورة، والناس وصلت إلى أخر مداها في الاحتمال بعدما شعرت بأن الشعوب ومصالحها لم يعد من يحميها، وانهار النظام العربي فعلا قبل هذه الثورات لأنه لم يكن قادرا على التأثير لا في المنطقة ولا في خارجها..وبهذا عانت القضية الفلسطينية أشد المعاناة. واعتبر أن "هذا التغيير في العالم العربي معناه ومضمونه كبير جدا، وخصوصا بما يخص تمثيل الناس وتحقيق أمنياتهم، وعدم اتباع سياسة ضد ضمائرهم وضد ما يرده الناس"، وقال: يجب أن نستعد لمرحلة قد يتخللها بعض الفوضى أو المخاطر الأمنية، الأمر ليس سهلا والطرق لن تكون معبدة. وأشاد بالإصرار على وقف الاستيطان قبل العودة للمفاوضات، وبالتنسيق الفلسطيني العربي بالملف السياسي.