أكد السفير المصري في إثيوبيا السيد طارق غنيم أن العلاقات بين مصر وإثيوبيا سوف تشهد فصلا جديدا يتعزز خلاله التفاهم والمصالح المشتركة بين البلدين في جميع المجالات. وقال السفير خلال استقباله وفد الدبلوماسية الشعبية الذي وصل إلى أديس أبابا اليوم الجمعة إن مصر تعتزم بدء نهج جديد لتعزيز علاقاتها مع إثيوبيا بما يؤدي إلى حلول لكل الخلافات بما من شأنه أن يحقق مكاسب للجميع، ويراعي المصالح المشتركة والتفاهم المشترك. وأضاف "يتعين علينا أن لا ننظر إلى الماضي، ونرغب في فتح صفحة جديدة، بهدف تحقيق مستقبل أكثر إشراقا للشعبين المصري والإثيوبي". واستطر القول إن وفد الدبلوماسية الشعبية الذي وصل اليوم يلاقى حفاوة كبيرة على المستويين الشعبي والرسمي في إثيوبيا وإنه سوف يستهل إعتبارًا من الغد برنامجا مكثفا. وأوضح أن الوفد سيبدأ غدا السبت لقاء مع رئيس مجلس النواب الشعبي الإثيوبي عبدالله جميدا ومع رئيس المجلس الاتحادي الإثيوبى برهانو كاسا، ومن المقرر أيضا أن يستضيف نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي هيلمريام ديسالين الوفد المصري على حفل عشاء بأحد المطاعم التقليدية الإثيوبية وينتظر أن يتخلل هذا اليوم أيضا برنامجا سياحيا لرؤية معالم أديس أبابا. وأشار إلى أن وفد الدبلوماسية الشعبية سيلتقي أيضا بعد غد الأحد مع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية أبونا باولوس وبعد ذلك سيقوم بزيارة مجاملة لرئيس جمهورية إثيوبيا الفيدرالية جيرما ولد جيورجيوس في القصر الجمهوري حيث يستضيفهم على حفل عشاء. وأضاف أنه سيتم يوم الإثنين المقبل تنظيم حلقة نقاشية للوفد مع أكاديميين إثيوبيين بجامعة أديس أبابا، وسيلتقي بعد ظهر الإثنين المقبل مع رئيس الوزراء ملس زيناوي. وأشار إلى أنه يوجد اهتمام إثيوبي كبير بزيارة هذا الوفد متوقعا أن تفتح هذه الزيارة آفاقا جديدة في العلاقات بين البلدين من خلال تواصل الشعبين الأمر الذي من شأنه أن يسهم بشكل ايجابي على العلاقات الثنائية والتاريخية بين مصر وإثيوبيا، وقال إن ثورة 25 يناير خلقت مناخا ايجابيا سيؤدي حتما إلى تطور وتنمية العلاقات المصرية الإفريقية بشأن عام والعلاقات بين مصر ودول حوض النيل بشكل خاص. وعلى الصعيد نفسه قال السفير المصري لدى إثيوبيا السيد طارق غنيم إن الحكومة الجديدة في مصر تعتزم بدء حوار مع المسئولين في الحكومة الإثيوبية، وتعتزم أيضا توقيع الاتفاقية الإطارية التعاونية إذا تم التوصل إلى حلول للنقاط الخلافية من شأنها أن تحقق مكاسب للجميع"، موضحا أن مصر ستتعاون مع الجهود التنموية في إثيوبيا. وأضاف أنه "ليس هناك ما يدعو للنظر إلى الوراء، فمن الضروري للبلدين إجراء حوار وبدء فصل جديد من العلاقات موضحا أنه "خلال السنوات القلائل المقبلة، سيتم بناء علاقات ايجابية وبناءة، بنية حسنة وقيادة حكيمة بين البلدين"، مشيرا إلى إنه سيكون هناك فرصة كبيرة للبلدين لضمان تحقيق تنمية حقيقية لها تأثيرات مباشرة على شعبي إثيوبيا ومصر. وقال "نحتاج إلى الانتقال إلى المستقبل، ونحتاج إلى مرحلة جديدة من العلاقات التي يمكن أن تعزز من التنمية، وننسى الأفكار الخاطئة في الماضي". وحول التقارير التي ترددت عن احتمالات لجوء مصر إلى القوة، قال إن مصر دولة محبة للسلام وأن مثل هذه التقارير تبثها بعض وسائل الإعلام غير المسئولة، ولا أساس لها من الصحة، مضيفا أن مصر لا ترغب مطلقا في الدخول في صراع مع إثيوبيا. وقال إن مصر ترغب في تعزيز تعاونها الاقتصادي بشكل كبير مع إثيوبيا وأنها ستدرس شراء الكهرباء من إثيوبيا حيث إنها ستكون أقل تكلفة لمصر وأن مصر ستدعم خطوات إثيوبيا باتجاه التنمية.